حرب استنزاف في إدلب... وفرار مئات الأشخاص

كثفت قوات النظام السوري بدعم من الطيران الروسي، قصفها منذ ثلاثة أشهر لإدلب والمناطق المحاذية لها في محافظات حلب وحماة واللاذقية في محاولة لاستنزاف فصائل المعارضة قبل بدء عملية برية لاستعادة المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.

في تصعيد يعكس إصراره على استعادة السيطرة على آخر معقل للمعارضة، واصلت قوات الرئيس بشار الأسد وحليفته روسيا دكّ محافظة إدلب ذات الأهمية الاستراتيجية لقربها من تركيا ومعقل عائلته بمحافظة اللاذقية الساحلية، مستهدفة للشهر الرابع على التوالي المنشآت الطبية والمدارس والأسواق.

ووصف محللون التصعيد المستمر منذ نهاية أبريل في المنطقة المشمولة بالاتفاق الروسي التركي لإقامة منطقة منزوعة السلاح، بـ«الإبادة»، مشيرين إلى أن «السيطرة على إدلب ستكون حرب استنزاف بطيئة للأسد»، بينما نددت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بـ«اللامبالاة الدولية» مع استمرار القصف الذي أجبر أكثر من 400 ألف شخص على الفرار إلى مناطق أكثر أماناً.

ووفق الباحث في مركز عمران للدراسات، ومقره إسطنبول، نوار أوليفر فإن «الاستنزاف الحاصل مخيف عبر الاستهداف المباشر للمدنيين والأسواق والمنشآت الصحية والبنى التحتية»، موضحاً أن الهدف بالدرجة الأولى «الضغط على الفصائل وحاضنتها الشعبية، بعدما باتت المنطقة تضم كل السوريين المعارضين وعائلات مقاتلي الفصائل». 

ومن شأن التصعيد الجوي، بحسب أوليفر، أن «يخدم أي عمل بري في المستقبل»، ذلك أن الاتفاق الروسي- التركي «أدى إلى تأجيل أو وقف الهجوم البري للنظام بشكل مؤقت».

وتركز الطائرات السورية والروسية قصفها تحديداً على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المجاور، حيث تدور معارك ضارية بين قوات النظام والفصائل، تسببت بمقتل مئات المقاتلين من الجانبين.

وتسيطر القوات الحكومية حالياً على أكثر من ستين في المئة من مساحة سورية. وتعد إدلب ومناطق سيطرة القوات الكردية أبرز المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق.

ويقول الباحث المتخصص في الشأن السوري سامويل راماني، إن روسيا «تضغط اليوم أكثر من أي وقت مضى وبشكل متسق من أجل إعادة دمج سورية كاملة تحت حكم الأسد».