حرب يفتح دفاتر الماضي...ماذا كشف عن تحديد مهلة زمنية للرئيس المكلف لتشكيل حكومة؟

في السنوات الاخيرة، تكررت "ازمة تأليف الحكومة"، حيث باتت هذه المهمة تستغرق فترة تتجاوز الستة اشهر على اقل تقدير، ما يوحي ان لبنان يعاني من ازمة حكم.

في السنوات التي تلت توقيع اتفاق الطائف، وصولا الى العام 2006 وانسحاب الجيش السوري من لبنان وبالتالي وصاية دمشق، كان هذا النوع من الخلاف على الحصص والحقائب والمكتسبات يحل بزيارة احد المعنيين بملف التأليف الى "الشام" واحيانا اختصارا للمسافات الى عنجر حيث المقر العسكري السوري، واحيانا اخرى كان اتصالا هاتفيا يفي بالغرض.

هل الطائف لا يصلح للتطبيق دون وصاية تشكل الكلمة الفصل عندما تحتدم الخلافات؟!

هذا ما اقترحناه في الطائف

يجيب النائب السابق بطرس حرب: ربما نحن بحاجة الى رجالات من نوع آخر! ويقول: مررنا بمراحل لم يكن هناك اي وصي او مهيمن على لبنان، بل كان هناك رجالات كبار على مستوى الوطن يعرفون كيف يتفاهمون، يضحّون، يلتقون، يدورون الزوايا، ولكن اليوم لا احد لديه رغبة على تدوير الزوايا، ولا يوجد من لديه رغبة لتلبية مطالب الناس، بل الجميع يبحث في تقاسم كعكة السلطة.

حرب وهو احد المشاركين في وضع اتفاق الطائف، يشرح عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الدستور بالشكل الذي وضع فيه كان يتكل على نوع الرجال الذين سيحكمون البلد من خلال تقديم مصالحه على مصالحهم الخاصة ويجترحون الحلول من اجل تسيير شؤونه.

ويضيف: كان اقتراحنا في اتفاق الطائف تحديد مهلة زمنية للرئيس المكلف لتشكيل الحكومة، ولكن في ذاك الوقت رفض المسلمون هذا الطرح، وبالتالي اضطررنا على اعادة هذا البند الى ما كان عليه قبل الطائف.

مرحلة قتال

ويتابع: لم ير احد وقتذاك ان مستوى المسؤولية السياسية سينحطّ الى هذا المستوى الذي وصلنا اليه اليوم، حيث نمر بمرحلة "يتقاتل" فيها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على الحصص والدور والنفوذ، في حين ان البلد يموت وما من احد يسأل.

وردا على سؤال، يعتبر حرب ان على الشعب اللبناني ان يدرك ان خياراته واصطفافاته على بعض المفاهيم الخاطئة التي لا تأخذ بالاعتبار المصلحة العامة للبلد، ادت الى وصول ناس غير جديرين وغير قادرين على حكم البلد، ومن هنا العجز عن تشكيل الحكومة.

ويذكّر انه حين بدأ الرئيس ميشال عون يمارسة مبدأ "لا تتشكل حكومة الا وفق رأيه" وقد نال على دعم حزب الله في هذا الامر ... تعطل البلد. ويضيف: لم يتغير شيء عند الرئيس عون وجماعته، ما لم يتم ما يريدونه، فقد تعطل البلد لسنوات واستمر الفراغ الحكومي لاشهر طويلة وكذلك بالنسبة الى الفراغ الرئاسي...

قناعة...

وما هو المطلوب اليوم؟ يدعو حرب الرئيس المكلف سعد الحريري الى تحمّل مسؤوليته في ايجاد قدرة تفاهم مع رئيس الجمهورية، لكن المسؤولية مشتركة وقد تكون اكبر على رئيس الجمهورية الذي يفترض به ان يستوعب رئيس الحكومة وليس العكس. ويشير الى ان النص الدستوري يشير الى ان رئيس الحكومة يجري الاستشارات، ثم يتفاهم مع رئيس الجمهورية على لائحة معينة. وهنا لرئيس الجمهورية دوره، ولكن للرئيس المكلف دور اكبر في اجراء الاستشارات، ويبقى انه لا يمكن للحكومة ان تبصر النور دون موافقة رئيس الجمهورية.

وختم: وصلنا الى قناعة ان من هم في السلطة اليوم يعجزون ان ايجاد الحلول، ويجب بحث عن سواهم لادارة البلد.