حنكش: الحرب التي زجنا بها حزب الله ليست لتحرير لبنان وحمايته ولا لإلهاء اسرائيل فكفى مزايدات وبيع أوهام

حذّر النائب الياس حنكش من خطر الوجود السوري العشوائي في لبنان، مشددا على ضرورة ايجاد الحلول السريعة والجدية لعودتهم الى بلادهم.

حنكش وفي حديث لـAlkalima Online، لفت الى أن الهدف الأساسي من الزيارات التي قام بها النواب الى العديد من دول العالم وكان آخرها بريطانيا هو ايصال معاناة اللبنانيين، وقال: "حل هذه الأزمة هو هاجسنا الأول، كوننا البلد الوحيد الذي يدفع ثمن وجودهم غاليًا".

أضاف: "كان من واجبنا ان نضع هذه الدول في أجواء ما نمر به لأن لبنان لم يعد يحتمل هذا العبء، وكان علينا شرح أن هؤلاء الأشخاص ليسوا بنازحين كونهم يذهبون الى سوريا في العطل، وقاموا بواجباتهم في الانتخابات الرئاسية السورية وصوتوا لرئيس هم يريدونه، كما وأن رئيس بلادهم وقع اتفاقيات سياحية مع ايران وبالتالي فإن سوريا بلد سياحي ولا خطر على السوريين عند عودتهم الى أرضهم".

وتابع حنكش: "على المجتمع الأوروبي والدولي الحريص على حقوق النازحين والمقتنع تماماً بأنهم لاجئون اقتصاديون وليسوا بلاجئين تحت الخطر الداهم في بلدهم أن يعمل على أساس أن لبنان "بلد عبور" وليس "بلد نزوح"، لأن هؤلاء أصبحوا يشكلّون خطراً على اليد العاملة في لبنان ويتسببّون بتهجير الشباب اللبناني منتحلين صفة "النازحين" لمنافسة الشعب اللبناني على مصالحه الخاصة".

وردا على سؤال حول امكانية توطينهم، قال حنكش: "أنتمي الى حزب قدّم للبنان آلاف الشهداء، ومنع في الماضي توطين الفلسطنيين، وسنقف بوجه كل محاولات توطين السوريين، وسنفضح أي مختار متواطؤ أو بلدية مساهمة في عملية بيع أراضي او ممتلكات لبنانية للسوريين".

وعن اللامساواة بين اللبنانيين، أكّد حنكش رفضه الاستمرار بطريقة العيش المفروضة علينا حاليًا، كاشفاً أن بعض المناطق وخاصة في جبل لبنان تخضع للقانون والمحاسبة وتقوم بدفع الضرائب للدولة ولا تحصل في المقابل على أدنى الحقوق، من بنى تحية الى كهرباء الى أمن، كما وأن هناك مناطق أخرى في المقابل تخالف القانون ولا تدفع الضرائب وتكون محمية من الدولة.

أضاف: "حزب الله وفريقه المعطّل للانتخابات الرئاسية، يضعنا أمام الأمر الواقع: إما مرشحهم أو لا رئيس! وقرار الدولة اللبنانية الرسمي بيده، فاذا استمرينا بهذا النهج كيف لنا أن نحمي أولادنا ومستقبلهم؟ لذلك تتسارع وتيرة هجرة الشباب اللبناني الى الخارج بحثًا عن مستقبل أفضل بعيداً عن الحروب والسلاح وسياسة الفرض الذي يستخدمها حزب الله للسيطرة على قرار الدولة".

ورداً على سؤال عن توحيد صفوف قوى المعارضة، قال حنكش: "تتألف المعارضة من 31 نائباً، وتجتمع هذه القوى اسبوعياً للتنسيق، وهي موحدّة في المواقف والمسار، وخاصة في المواضيع المصيرية كالاستحقاق الرئاسي، موضوع السلاح غير الشرعي، ملف الوجود السوري العشوائي، إعادة لبنان الى موقعه الديبلوماسي وتنفيذ الاصلاحات الإقتصادية المطلوبة... واما موضوع تطوير النظام فهو لا يزال محط نقاش بينها".

واعتبر حنكش أن حزب الله الذي كان يحظى بغطاء مسيحي فقده اليوم، وخاصة بعد تصاريح التيار الوطني الحر الأخيرة وهو من كان يؤمن له هذا الغطاء، فأصبح اليوم معزولاً لا غطاء له لا مسيحيًا ولا درزيًا ولا حتى سنيًا، مؤكداً أن اذا كان قرار التيار نهائيًا تجاه حزب الله، فبناء أرضية واضحة معه ومقاربة المواقف أصبحت من مسؤولية الجميع.

واعتبر حنكش أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يستطيع ادارة جلسات الحوار كونه طرف وداعم أساسي لمرشّح مفروض علينا من قبلهم وهو الوزير سليمان فرنجية، وقال: "شهدنا في الماضي على جلسات حوار باءت كلها بالفشل وكانت غير منتجة، ومن نسف مبادرة تكتل الاعتدال الوطني هو الثنائي الشيعي، ونحن نؤكّد ان لا ضمانات لجلسات مفتوحة وعدم تطيير النصاب".

وعن عمل اللجنة الخماسية، قال: "ما تقوم به هذه اللجنة تُشكر عليه لأنها لا تدخل في لعبة الأسماء، ولكن علينا كلبنانيين أن لا ننجر في النزاعات الإقليمية وان نعمل على لبننة هذا الإستحقاق وان نذهب في اتجاه المرشح الثالث في محاولة لإرضاء الأطراف كافة واحترام العملية الديمقراطية".

وشدّد على ضرورة أن يحترم رئيس مجلس النواب الدستور وأن يدعو الى جلسات لإنتخاب رئيس للجمهورية.

وأضاف: "علينا كقوى سيادية أن نرفض أي تسوية ستحصل على حساب لبنان وهذا ما أبلغناه للموفد الأميركي آموس هوكشتاين، فالحلول المؤقتة لا تنفع وسنواجه كل محاولات التسويات على حساب الداخل اللبناني واللبنانيين".

وختم قائلاً: "الحرب التي زجنا بها حزب الله ليست لتحرير لبنان وحمايته ولا مساندة لغزة ولا لإلهاء اسرائيل، فكفى مزايدات وبيع أوهام، فنحن لا يحمينا الا الجيش اللبناني وتطبيق القرارات الدولية كـ1701 والـ 1559 والـ 1680".