المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لورا يمين
الاثنين 8 كانون الاول 2025 13:52:50
اعتبر خبراء أمميون أن المرحلة الانتقالية في سوريا ما زالت "هشّة" بعد عام من سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، مندّدين بأحداث الساحل السوري والسويداء. وقالت لجنة من الخبراء، في بيان الاحد إنه في حين "يحتفل الكثيرون في أنحاء البلاد بهذه الذكرى، يخشى آخرون على أمنهم الحالي"، كما "سيضطر الكثيرون إلى النوم في الخيام مرّة أخرى هذا الشتاء". وأكدت اللجنة أن "المصير المجهول لآلاف الأشخاص الذين اختفوا قسراً... ما زال جرحاً مفتوحاً"، مشيرة إلى أن "المرحلة الانتقالية في سوريا هشّة".
وندّدت بـ"الأحداث العنيفة في المناطق الساحلية وفي السويداء وفي محافظات أخرى" التي تسبّبت في "تجدّد النزوح والاستقطاب، ما أثار مخاوف بشأن الاتجاه الذي ستسلكه البلاد في المستقبل".
وأعرب الخبراء عن أملهم في أن تنتهي جولات الانتقام والثأر "نحو مستقبل تكون فيه سوريا دولة تضمن الاحترام الكامل لحقوق الإنسان لجميع أبنائها... وأن تتمكن سوريا من المضي، قولاً وفعلاً، حيث يتمّ تحقيق المساواة وسيادة القانون والسلام والأمن للجميع"، مشيرة إلى أن "تجاوز الإرث المروّع نتيجة 14 عاماً من الحرب والدمار الهائل سيتطلّب الكثير من القوّة والدعم والصبر". وخلصت اللجنة إلى أن "الشعب السوري يستحقّ أن يعيش في سلام، مع احترام كامل للحقوق التي حرم منها لفترة طويلة"، مؤكّدة أن "لا شكّ لدينا في أنهم على قدر هذه المهمّة".
وتتولّى لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة استقصاء كلّ انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان المرتكبة منذ آذار 2011 وتوثيقها، وهي تتألف من ثلاثة خبراء مكلّفة تقصّي الحقائق لضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات. وقد مدّد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة مهمّتها لسنة إضافية في نيسان.
الكثير تغيّر في سوريا في عام. سوريا لم تشهد فقط حوادث سلبية دامية، بل شهدت ايضا تحولات ضخمة ايجابية، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". هي انتقلت من محور الى آخر بحيث خرجت من تحت سيطرة ايران وعادت الى الحضن العربي الخليجي الغربي. ابواب البيت الابيض فتحت امام اول رئيس سوري منذ عقود والعقوبات رفعت عن سوريا وعادت الاستثمارات من كل حدب وصوب الى سوريا، واكبرها خليجية سعودية قطرية. سوريا - الاسد التي كانت معزولة ومعاقبة ومحاصرة، تمكن الرئيس احمد الشرع بفعل مرونته وواقعيته وحسن تعاطيه مع المجتمع الدولي، من اعادتها الى الخريطة الدولية والى اجندة اهتمامات العواصم الكبرى. يبقى ان التحديات التي تواجهها البلاد ليست سهلة، أكانت طائفية مذهبية او عسكرية مع تشدد إسرائيل حيالها. لكن مواقف الادارة السورية الجديدة وتعاطيها مع الازمات وانفتاحها على المساعي الدولية وابرزها المسعى الأميركي، لحلّها، تدل على ان امكانية الخروج من هذا المستنقع كبيرة، تختم المصادر.