المصدر: نداء الوطن
الكاتب: أبو زهير
الأربعاء 5 تشرين الثاني 2025 08:13:06
يصادف عيد ميلاد أم زهير يوم الجمعة من الأسبوع المقبل، وتحتار كيف وأين تحتفل بهذه الذكرى الأليمة... عفوًا المباركة.
تتحدّث بالهاتف "واتسابيًا" مع صديقتيها أم اسماعيل وأم سامي منذ نحو شهر، كي يُحضرن معًا لتلك المناسبة. يتسامرن حتى غَسَق الليل، يوزعن المهام: أنتِ تحضرين التبولة، وأنت المعجنات، وأنا أتفرغ لقالب الحلوى... ذاك القالب الذي تريده أم زهير بالشوكولاتة (الله يطعمني فضاوة بالها).
بقيَت الأمور على هذا المنوال لأسابيع حتى يوم أمس، تحديدًا إلى لحظة انتشار ذاك العرس "المطنطن" في مغارة جعيتا. رأت الفيديو أم الزوز على "الإنستا" وانفجعت: "حزب اللّه بيحيي ذكرى السيد على صخرة الروشة، والناس عم تعمل أعراسها بجعيتا... أنا ليش بدي إحتفل بعيد ميلادي بالبيت؟!".
استغفرت الله ربّي، وسألتها عن المكان الذي تطمح أن تحتفل فيه بمناسبة "جمعتها العظيمة"، (من باب الفضول ليس إلّا).
ضحكت وسألتني: "أبو زهير شو رأيك بقلعة صيدا؟". قلت لها: "مش من قيمتك... موقعها قريب من جبل النفايات، وأنت مقامك أعظم وأعلى".
ضحكت مجددًا وأردفت: "وربّ الكعبة معك حق... قلعة المسيلحة أرقى وأجمل، وبقدر آخذ كم صورة من السطح مع سدّ جبران باسيل الفاضي".
سألتها: "اللّه يقدرك وتحتفلي على سطح القمر... أنا شو ذنبي؟".
هناك انفجرت غضبًا وقالت لي: "أنت صديق الرئيس نواف سلام. بدك تجبلي إذن خاصّ ناصّ منو"، ظنًا منها أن هؤلاء البشر يحصلون بالفعل على تراخيص من الجهات الإدارية المختصة من أجل إقامة الأفراح وليالي الملاح.
بعد أن بدأت بالنق كالمعتاد، ما عدت قادرًا على كظم غيظي، فانفجرت بدوري في وجهها وقلت لها: "أنا لو كنت مكان القضاء والحكومة لعلّقت العريس من مستقبله بهيديك الليلة... إذا هني نَوَر وبلا أخلاق وبلا ضمير ليش تكوني متلهم... اجمدي بقا".
صمتت أم زهير، وغرقت بخجلها على غير عادة. ثمّ عادت لمخطّطها القديم، وهو أن تقيم حفل عيد ميلادها على سطح المبنى بالهواء الطلق... قال "أبرد وأشرح".
ملاحظة تعقيبًا على عرس جعيتا: إقامة المناسبات في المرافق العامة والأماكن الطبيعية والمحميات قد تكون بحاجة إلى تراخيص، لكن قلّة الأخلاق والبداحة والوقاحة For Free.