لبنان في غرفة الإنتظار الدولية – الإقليمية

على الرغم من تحقيق الفريق السيادي تقدماً مهماً وفوزاً في الإنتخابات النيابية، فإن مصادر دبلوماسية في عاصمة كبرى، ترسم صورة غير تفاؤلية بالنسبة الى مستقبل الوضع اللبناني القريب، انطلاقاً من أن الأفرقاء المتضررين من نتيجة الإنتخابات تعمد الى التعطيل عندما تكون ضعيفة، وتعمد الى الهيمنة عندما تكون قوية. وفي الحالتين هناك آثار سلبية لسلوك هؤلاء الأفرقاء حيال الأفرقاء السياديين وحيال عودة سلطة الدولة وتمرير الإستحقاقات الدستورية بطريقة سليمة ودستورية. إذ لم يكن أحد من هؤلاء يتوقع هذه النتيجة في الإنتخابات بالتزامن مع المال الإيراني والسوري الذي تم دفعه.

لذلك، تقول المصادر لـ”صوت بيروت انترناشونال”، انه لا يتوقع ان يكون مسار الأمور بالنسبة الى الإستحقاقات الدستورية سهلاً. فالحكومة المستقيلة حكومة طويلة المدى، ومرشحة للإستمرار حتى ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، وإلى حين انتخاب رئيس جديد. إذ يريد الفائزون أن يحكموا وأن يبقى الآخرون في المعارضة، وهو الأمر الذي لن يقبل به “حزب الله” وحلفائه. حتى هؤلاء لا يقبلون بمعايير الحكومة متوازية مع موازين مشاركة الأطراف في المجلس النيابي. يريدون دائماً الحفاظ على فرص التعطيل وهو ما لن يقبل السياديون والتغييريون به. وبالتالي ان افق التشكيل سيكون مقفل وسيتبعه افق انتخابات رئاسة الجمهورية.

وأكدت المصادر، انه صحيح أن الإستحقاقين لبنانيين داخليين، لكن للخارج علاقة اساسية بهما، خصوصاً رئاسة الجمهورية، لذلك يعتبر لبنان حالياً في “غرفة الإنتظار الدولية، ولن يتفرغ الخارج على اختلاف توجهاته له، الا بعد إيجاد تسويات لكل من الأزمات التي تطغى على اهتمامات العالم، وهي: أولاً الحرب الروسية على أوكرانيا، يليها الملف النووي الإيراني، ثم مسائل سوريا والعراق واليمن، ومن ضمن ذلك الملف الصيني. الآن حتى أزمات سوريا والعراق لم تعد أولوية دولية، وانعقاد مجموعة استانا تعد مضيعة للوقت.

ولن يكون هناك حسم في ملفات المنطقة كلها بما فيها  اللبناني قبل انتهاء الأزمة الأوكرانية والتسوية الأميركية-الإيرانية حول النووي.

وتشير المصادر، الى ان استحقاقات لبنان لا يمكن أن تسير إلا بتوافق دولي. ومن الآن حتى تحقيقه سيكون هناك أشهر صعبة على اللبنانيين. حيث أن الحلول الإقتصادية لن تبدأ إلا مع حكومة جديدة. لذا ستستمر “الحلول الترقيعية”، وسيستمر الشعب في تحمل تبعات الوضع السياسي، مثله مثل الشعوب في المنطقة، حيث الملفات المفتوحة والتي تترك دون حلول الى حين حيازتها على الفرصة الدولية لذلك. تماماً كما هو الشعب السوري والشعب العراقي، والشعب اليمني. والشعوب التي ترهن مصيرها للخارج، تبدو شعوباً لا تعرف كيف تختار، واختياراتها السابقة ان ادركت اخيراً كيف تختار، ستبقى مؤثرة في أوضاعها لفترة طويلة.