لبنان والشوير ودّعا سامي كلارك ورئيس الجمهورية منحه وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور

ودّع لبنان وبلدة الشوير المتنية الفنان سامي كلارك في مأتم رسمي وشعبي مهيب أقيم في كنيسة مار جرجس في الشوير. ومنحه رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، تقديرا لعطاءاته الفنية والوطنية والثقافية.

موسي

ترأس صلاة الجنازة متروبوليت جبل لبنان للروم الأرثوذكس المطران سلوان موسي ممثلا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، عاونه رئيس دير مار الياس البطريركي - شويا المطران قسطنطين كيال ولفيف من الكهنة.

بعد تلاوة الانجيل، ألقى موسي كلمة رثاء نقل فيها "تعازي البطريرك يوحنا العاشر والمتروبوليت جاورجيوس خضر والأسقف كيال"، شاكرا ل"بو صعب نقله تعازي الرؤساء الثلاثة". كما شكر وزير الثقافة، وقال: "أشكركم جميعا باسم هذهِ العائلة الجميلة وباسم أخينا وحبيبنا فنان لبنان والعالم العربي سامي".

أضاف: "الإنجيل الذي سمعناه اليوم لطالما عشناه معه. سأحاول رسم هذا الخط المتوازي بين كلمة الله وكلمتنا، بين صوت الله لنا، يسوع، بالكلمة، وصوتنا نحن، وما نقوله بعضنا للبعض الآخر. سامي، في مكان ما، يعني لكل الحاضرين، ولو كانت أجيالنا غير متقاربة مع بعضها البعض بالعمق، لكنه كثيرا ما خاطبنا بالعمق. الجيل الأكبر والجيل الأصغر في فترة الحرب في لبنان، في وقت كنا نعيش ما نعيشه، كان يهز فينا بكلمته وصوته بما هو أفضل الموجود في ذلك الزمن الرديء، تماما كما يخاطبنا يسوع اليوم بالإنجيل: إسمعوا صوتي، ومن عملوا الصالحات يقومون للحياة ومن عملوا السيئات لدينونة".

 وتابع: "من كانت لديه الرغبة في القليل من الرجاء، كانت لديه رؤى أو مبادرة إيجابية، فصوته وكلمته عنيا الكثير. ومع الكثيرين، ساعدنا في ذلك الوقت لنقوم في زمن كنا معرضين فيه للبقاء في القبر، لكننا لم نبق. هناك من ساعدنا لنقوم بذاتنا أولا، وببعضنا البعض ثانيا، وببلدنا ثالثا. هذا الإنسان وما أعطاه الله من نعمة، ساعد الكثيرين. وهذا وجه من أوجه هذا الإنسان المتعددة، حيث كان ملتزما الإنسان، من دون مصلحة، من باب المحبة وأمانة لإيمانه، فهو يؤمن بالخير وبكرامة الإنسان، وسعى إلى تحقيق ذلك من خلال خدمته في جمعيات مختلفة والرعاية التي قام بها وعبر موهبته في خدمة الفقراء والمحتاجين إلى مدرسة ودواء، ووظف كل ما يملك في هذا المجال. لقد كان شخصا يمثل التزام الإنسان".

 وأردف: "ما تميز به أيضا هو محبته لهذا البلد وأبنائه. ولذلك، كرس كل موهبته ليفجر فينا ليس مجرد فرحة صغرى، بل ليقوم فينا عهد مع هذه الأرض وهذه الكنيسة وهذه العائلة وهذا البيت، أن يقوم بيننا وبين هذه الأرض عهد والتزام مع شؤونها وشجونها، لكي نربح كل إنسان للمحبة، للخير، للصلاح، وبالأحرى للحياة بعضنا مع البعض الآخر، ولا أحد ينفي الآخر".

وقال: "لقد نفخ في شبيبة هذا البلد وفي العالم العربي الذي سمعه، الأصالة التي من يتقن صنعها قليلون. وأشعر لأنه إبن هذه الكنيسة، بأن كل هذا ينبثق من نور الإيمان الذي عاشه، فجسده في حياته كزوج، كوالد، كفنان، كحبيب، كصديق، كزميل، كإبن هذه الكنيسة".

 أضاف: "ينبغي أن نشكر سامي، ونتذكره في هذا الشكر، لأن الاهتمام الذي أظهرته الصحافة هنا وفي الخارج بخصوص شخصه، سنوظفه في صلاتنا التي نرفعها الى الله، حيث ينبغي أن يتخطى الشكر حدودا بين بعضنا البعض ليقارع السماء، ويفتح مراحم الله له ولكل من خدم وزرع فيه أصلا خيرا، حتى تنمو طريقته فينا، فالشكر يجب أن يتخطى اللسان الى الإمتنان الذي يؤدي بنا الى أن نتعب على ذواتنا من أجل الغير ومن أجل بعضنا البعض".

وختم: "هذا هو روح كلام الإنجيل، الذي يقول فيه المسيح مخاطبا كل واحد منا: إذا سمعت كلامي وعشت به تحيا، وهو من هذا الكلام الذي سمعه أعطانا أن نحيا يوما بعد يوم. قدر الله كل واحد منا على استخدام موهبته وتنميتها لخيره وخير جميع الذين يحبونه".

التعازي

وبعد ذلك، ووري الجثمان في الثرى في مدافن العائلة وتقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة.

كما تواصل العائلة تقبل التعازي يوم غد الاربعاء في صالة كنيسة مار الياس الحي للروم الارثوذكس في المطيلب من الثالثة بعد الظهر لغاية السادسة مساء.