المصدر: العربية
الثلاثاء 24 حزيران 2025 02:38:31
رغم الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت إيران النووية، يبقى السؤال الأخطر بلا إجابة: أين ذهبت الـ400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%؟
في أعقاب قصف منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن "المنشآت النووية الرئيسية تم تدميرها بالكامل". لكن خلف هذا التصريح، تتصاعد الشكوك في أروقة الاستخبارات الغربية: هل تم القضاء فعلاً على البرنامج النووي الإيراني، أم أنه ببساطة انتقل إلى الظل؟
مصادر أميركية وإسرائيلية أكدت أن المواقع تعرضت لأضرار جسيمة، لكن لا أحد يعرف على وجه اليقين مصير المواد المخصبة، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز"، اطلعت عليه "العربية Business".
قال المسؤول الأميركي الكبير السابق الذي عمل على الملف الإيراني في إدارتي أوباما وبايدن، ريتشارد نيفيو: "الأمر يتعلق بالمادة ومكانها". وأضاف: "بناءً على ما رأيناه حتى الآن، لا نعرف مكانها. ليس لدينا أي ثقة حقيقية في قدرتنا على الحصول عليها في أي وقت قريب".
في المقابل، مصدر إيراني مطّلع قال إن "الاحتفاظ باليورانيوم في تلك المواقع كان سيكون سذاجة"، مضيفاً أن "المادة المخصبة لم تُمس".
يتزايد القلق في الغرب من احتمال أن تكون طهران قد نقلت مخزونها إلى منشآت سرية، يصعب رصدها، وربما تكون مزودة بأجهزة طرد مركزي متطورة. وإذا ما قررت إيران رفع نسبة التخصيب إلى 90%، فإنها قد تنتج ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين خلال أيام، بحسب خبراء.
وقال علي شمخاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، إن القدرات النووية للبلاد لا تزال صامدة. كتب على موقع "X": "حتى لو دُمرت المواقع النووية، فاللعبة لم تنتهِ بعد".
وقال شمخاني، الذي أُفيد بإصابته في الجولة الأولى من الضربات الإسرائيلية قبل أكثر من أسبوع: "المواد المُخصبة، والمعرفة المحلية، والإرادة السياسية باقية".
وفيما توقفت عمليات التفتيش الدولية بعد القصف، حذّر محللون من أن البرنامج النووي الإيراني قد يتحول إلى مشروع سري بالكامل، أو يُعاد تأطيره ضمن اتفاق جديد، لكن دون قدرات على دورة الوقود النووي.
المشهد لا يزال ضبابياً، لكن المؤكد أن لعبة القط والفأر النووية بين إيران والغرب دخلت فصلاً جديداً، أكثر غموضاً وخطورة.
إن مخزون اليورانيوم المُخصّب بنسبة 60% - وهو جزء من مخزون إجمالي يزيد عن 8400 كيلوغرام، ومعظمه منخفض النقاء - يعني أن طهران لديها القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية اللازمة لعدة قنابل نووية في غضون أيام إذا رغبت في ذلك. لكن من المتوقع أن تستغرق عملية التسلح الفعلية شهوراً أو عاماً، وفقاً للخبراء.
كان الخطر قائماً دائماً، بعد أن شنت إسرائيل حملة القصف بذريعة تدمير برنامج طهران النووي، أن تنقل إيران سراً المخزون إلى مواقع سرية، حيث نُصبت أجهزة طرد مركزي متطورة.
نجحت الهند وباكستان وكوريا الشمالية في تطوير برامج سرية للأسلحة النووية على الرغم من عمليات المراقبة الشاقة والقيود الأميركية.