لهذه الأسباب...نصرالله لم يتهم اسرائيل!

في ظلّ غياب نتائج جدية للتحقيقات الرسمية في أسباب انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الفائت، بموازاة انعدام السرعة في العمل على هذا الملف، تُفتَح أبواب الكثير من التساؤلات في كلّ مرّة تظهر فيها معلومة من هنا، وأخرى من هناك. 

على هذا الأساس، نسأل. هل بتنا أمام اعترافات إسرائيلية تصاعُدية، عن مسؤولية تل أبيب في انفجار المرفأ؟ وربما في انفجار عين قانا، أم ان حديث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس عن ضرورة التصرف بسرعة بسبب مخازن صواريخ لـ "حزب الله" قرب مستودعات غاز قرب مطار بيروت (بحسب مزاعم نتنياهو، ولا يُمكن البتّ بأي شيء بموازاة غياب الكلام الرسمي اللبناني الواضح، والذي يجب أن يصدر عن الجهات الرسمية في الدولة اللّبنانية) هو تسعير للحرب النفسية المتصاعدة بين إسرائيل و"الحزب"، منذ نحو شهرَيْن؟ 

 

كلام عابر؟ 

هل هو كلام عابر أن يقول نتنياهو إنه "يجب التصرّف بسرعة لأنها ستكون كارثة جديدة في حال حصل انفجار"؟ وأن يقول "هنا قد يقع الإنفجار القادم في حي الجناح في بيروت"؟ و"يجب على المجتمع الدولي الإصرار على أن "حزب الله سيكفّ عن استخدام لبنان ومواطنيه كدروع بشرية"؟ وهل هي صدفة أن يردّ "حزب الله" سريعاً بجولة إعلامية لدحض المزاعم الإسرائيلية؟ 

في أي حال، يبدو أننا أمام أنواع جديدة من المواجهة بين الطرفَيْن. فبعد استراتيجية "الحزب" القائمة على تخويف الشعب الإسرائيلي من سياسات حكومات إسرائيل، تستعمل تل أبيب الطريقة نفسها، في شكل مُعاكس، من خلال الإشارة الى الصواريخ، فتجعله (حزب الله) غارقاً في وحول التبرير للّبنانيّين، وتدفعه بهذه الطريقة الى أن يقاتلها داخل البيئة الشعبيّة اللّبنانية. وهذه حرب جديدة تعزّزها تفجيرات لا تزال غامضة، سواء في مرفأ بيروت أو في عين قانا، في ظلّ غياب نتائج التحقيقات الرسمية اللّبنانية حولها. 

 

لا نيّة 

لفت مصدر مُطَّلِع الى أن "كلام أمين عام "حزب الله" بالأمس يوضح أن لا نيّة لدى "الحزب" باتّهام إسرائيل بتنفيذ انفجار مرفأ بيروت، أو عين قانا، ولهذا الأمر خلفيات متعدّدة". 

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى "أنّنا نذكر أنه بعد انفجار مرفأ بيروت الذي هزّ لبنان والعالم، أصبح "حزب الله" في الواجهة، كجزء من القضيّة، من باب الحديث عن "نيترات الأمونيوم" في المرفأ، وحتى في بلدان خارجية بعد نشر تقارير عدّة في هذا الإطار. وأتت تحذيرات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أيضاً، بعد مآسي كارثة 4 آب، ودعوته الى فتح مخازن الأسلحة للسلطة الشرعية اللّبنانية، بالإضافة الى التوجُّس الذي عبّر عنه الأهالي في بعض المناطق. وهذا كلّه جعل "حزب الله" حسّاساً على هذه النقطة، التي باتت تشكل إحراجاً له وقلقاً شعبياً، حتى داخل بيئته بعد انفجار عين قانا. وهو ما دفعه الى التحرّك سريعاً أمس، وتنظيم جولة للإعلاميين". 

 

رسالة موجّهَة 

ورأى المصدر أن "تنظيم الجولة الإعلامية لم يَكُن رسالة موجّهة الى نتنياهو، ولا الى دول العالم، بقدر ما هي للدّاخل اللّبناني، تؤكّد أن لا سلاح في المناطق السكنية". 

وقال:"لا تحقيقات لبنانية رسمية شفّافة تمكّننا من تأكيد الأسباب الحقيقية لانفجار 4 آب وعين قانا، وسط كثرة معلومات وتقارير لا تضخّ إلا المعلومات التي تناسب هذه الجهة أو تلك". 

وأضاف:"نحن أمام صراع أمني استخباراتي بين إسرائيل وإيران، على الأرض اللبنانية، يدفع ثمنه لبنان. ومن هنا تبرز ضرورة قيام الدولة اللبنانية بدورها في مجال الإسراع بالتحقيقات الشفافة، للوصول الى الحقيقة". 

وختم:"الصمت الرسمي عن انفجار عين قانا بعد أسبوع من حدوثه، حتى على سبيل التعويضات، هو أمر مؤسف. ويتوجّب على الدولة اللّبنانية أن تقوم هي بكشف الحقائق الميدانية للناس، في ما يتعلّق بالصّواريخ والإنفجارات، سواء في الجنوب أو بيروت، وعدم ترك تلك الأمور لأطراف داخلية، حتى ولو كانت مُمسِكَة بالكثير من التفاصيل الأمنية".