ماروني: تنحية صوّان جريمة جديدة دلّت على هوية القتلة وهدفها حماية لون سياسي واحد

عن كف يد القاضي فادي صوان عن تحقيقات انفجار المرفأ، رأى النائب والوزير السابق إيلي ماروني في حديث لصوت لبنان أن ما حصل أمس هو جريمة جديدة دلّت على هوية القتلة والتدخل السياسي الفظيع في جريمة ربما لا يجوز الوصول فيها الى الحقيقة، مذكرًا بأننا شهدنا منذ 4 آب محاولات تمييع لمنع الحقيقة من الظهور.

ولفت ماروني إلى أن جريمة المرفأ هي ثاني أكبر انفجار في الكون بحجم دولة، دمّرت مدينة كاملة وشرّدت أناسًا وقتلت شعبًا، مشيرًا إلى أن مجلس النواب لم يقدم على خطوة واحدة لتفعيل دور المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء لمساءلة الوزراء المتعاقبين على حقيبة الأشغال العامة، كما لم تشكّل حتى اليوم لجنة برلمانية خاصة لمواكبة عمل القضاء في التحقيق في جريمة انفجار المرفأ.

وأكد ماروني أن كل من كانوا على علم بتاريخ وصول نيترات الأمونيوم إلى المرفأ والكمية المفقودة لديهم خوف من الحقيقة والقضاء وهم يجتمعون ليدمّروا أي عمل يمكن ان يساعد في كشف الحقيقة، معتبرًا أن تنحية القاضي صوان جاءت لحماية لون سياسي واحد.

وأشار الى أن كل الجرائم السياسية منذ بداية الحرب وكل جرائم ثورة الأرز ممنوع الوصول فيها إلى الحقيقة، لافتًا إلى أنه إن وصل أي ملف الى الحقيقة يتم تهريب القاتل أو تحجيم القتلة الى شخص واحد.

ورأى ماروني أن مصيرنا مشابه للنازحين في خيمة ما في دولة ما إن بقينا على هذه اللامبالاة من التعاطي من قبل الدولة، معتبرًا أننا بحاجة لثورة حقيقية تبدأ ولا تنتهي إلا برحيل هذه المنظومة الفاسدة، ومذكرًا أن ديكتاتوريات كثيرة سقطت عندما ثار الشعب.

وأكد أننا نتمنى قضاء مستقلا ونحن تحت سقف القانون ولطالما نادى حزب الكتائب بالعدالة ودولة القانون والمؤسسات وكل أملنا بالقوى الأمنية، معتبرًا أننا بحاجة إلى الإنقاذ لأن المريض بموت سريري.

ولفت الى أن البلد من عهد الرئيس الياس الهرواي محتكر من قبل مجموعة اشخاص استثمروا الثروات وأمعنوا فسادًا ودّمروا المؤسسات التي بناها الرئيس فؤاد شهاب ليبقى المال الحرام سائبًا.

وذكّر بأننا عند استشهاد الرئيس رفيق الحريري حرّكنا كل المجتمع الدولي وقد ساعدنا بإخراج الاحتلال السوري واليوم لدينا احتلالات من أوبئة وفساد وكورونا المال والإدارة والشعب يقتل على مساحة الـ 10452 كلم فقد حملوا كل الأوبئة ورموها علينا، مؤكدًا أننا قادرون على التغيير إن تحركنا وكنا يدًا واحدة.

وقال ماروني: "لا يُحاولنّ أحد تغطية الفساد الذي دمّر البلد، لافتًا إلى أننا أمام خيارين: إما الثورة وإما الانتخابات النيابية المبكرة وعلى الشعب أن يحسن اختيار ممثليه."

وأعرب ماروني عن خشيته من محاولة تأجيل الانتخابات النيابية لكي ينتخب المجلس النيابي الحالي رئيسًا جديدًا واصفًا الأمر إن حصل بأنه جريمة جديدة.

ولفت الى أن المجموعة الحاكمة أوصلتنا إلى مرحلة احتقر فيها الشعب كل أركان السلطة لكنّ المسؤولين مع الأسف لا يشعرون بهذا الاحتقار.

وعن الحياد قال: "إذا عدنا الى الأرشيف، نجد ان نواب الكتائب اقترحوا منذ سنوات تعديلا دستوريا لإدخال الحياد في مقدمة الدستور، وقد جلنا على كل الكتل النيابية وشرحنا أهمية الحياد في إنقاذ لبنان من كل المآسي التي نعيشها لأننا ندفع ثمن أزمة اليمن والبحرين وليبيا وتونس وسوريا وقد سار البطريرك بالحياد ونحن نحمل لواءه ولواء اللامركزية".

وذكّر بأن طاولة التي عقدت في بعبدا في عهد الرئيس ميشال سليمان خرجت بإعلان بعبدا الذي طالب بالحياد بوصفه دواء لكل الأزمات التي ندفع ثمنها نتيجة التخبط في المنطقة، لكنهم قالوا: "بلّوا وشربوا ميتو".

وسأل عن رفض نصرالله تدويل الأزمة: "أليست الأزمة مدوّلة؟" وأضاف: "عندما يقول نصرالله سلاحنا ومعاشات عناصرنا ومالنا من إيران فماذا يعني هذا؟"، وتابع: "ماذا بقي لدينا من خيارات وقد تركنا العرب علمًا أننا لم نتركهم!؟"

وأشار ماروني إلى ان السيّد حسن نصرالله وضع خطوطًا حمراء، فممنوع مناقشة الاستراتيجية الدفاعية أو انتخاب رئيس للجمهورية غير الذي يحدّده حزب الله وممنوع تشكيل حكومة غير التي يريدها الحزب وممنوع مناقشة الحياد واللامركزية والمساعدات التي تصل إلى لبنان وممنوع تدويل الازمة وممنوع عقد مؤتمر دولي، متوجهًا إليه بالقول: "هذا بلدنا وقد دفعنا عشرات الألوف من الشهداء الذين رَوَوا الأرض بدمائهم دفاعًا عن السيادة والحرية والاستقلال ولنا فيه الكثير، أنت جزء من هذا البلد ونحن الجزء الأكبر، لا تحتكر الدولة، فلنجلس إلى الطاولة لأنّ سياستك أوصلتنا إلى هنا".

وعن سيناريوهات الأيام الآتية قال: "الأنين في البيت لا ينفع، والكلام حول النرجيلة لا يفيد، والأسف حول مائدة الطعام والاستغراب عند رؤية ارتفاع الأسعار لا تنفع، مشيرًا إلى أننا جرّبنا كل شيء مع هذه المنظومة ودفعنا الثمن وربما حصل الانفجار كي لا تنزل الناس الى الأرض وربما أرقام كورونا المرتفعة سببها تخويف الناس من النزول إلى الشارع".

وختم ماروني مؤكدًا أن الحل إما بانتخابات نيابية مبكرة أو بموعدها ليعبّر الشعب عن رأيه وهذه فرصة أخيرة، بحيث ننزل سلميًا لنحافظ على وطننا ونطالب بصوت واحد بتحقيق الاستحقاق الديمقراطي السليم لأن مجلس النواب هو مصدر كل السلطات ومنه تنبثق الحكومة ورئاسة الجمهورية والقضاء المستقل.