المصدر: التلفزيون العربي
الأربعاء 6 آب 2025 00:22:10
هزت حادثة مأساوية مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة في سوريا، في انعكاس لتجاوز العنف الإلكتروني إلى الواقع.
فقد قتل فتى مراهق بعد أن أقدم زميله على خنقه حتى الموت، إثر خلاف نشب بينهما أثناء لعب "ببجي" عبر الهواتف المحمولة.
ووفقًا لتقارير محلية وحقوقية، وقعت الحادثة في حي "قدور بيك" منتصف الليل، حيث كان مجموعة من الأطفال يجلسون على الرصيف منغمسين في جولة جديدة من لعبة "ببجي".
ونشب خلاف افتراضي بين اثنين منه الأطفال، سرعان ما خرج عن السيطرة وتحول إلى شجار جسدي، أفضى إلى قيام أحدهم بخنق الآخر بيديه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وسرعان ما انتشرت تفاصيل الواقعة التي أثارت حالة من الصدمة والذهول في المدينة، خاصة بعدما كشفت المصادر أن الجريمة ارتكبت بدافع الانتقام من خسارة في اللعبة، في مشهد قاتم يعكس مدى هشاشة الحدود الفاصلة بين العوالم الافتراضية والواقع لدى المراهقين.
ولم تقف تداعيات الحادثة عند حدود الجريمة ذاتها، إذ تصاعد التوتر بعد اكتشاف عائلة الضحية للواقعة، وأقدمت على إحراق منزل عائلة الطفل المتهم بالجريمة، ما دفع العائلات الأخرى المرتبطة بالأحداث إلى الفرار من منازلها خشية الانتقام.
أزمة تربوية
وأشعلت الحادثة جدلًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بوضع ضوابط أكثر صرامة لاستخدام الأطفال لهذه الألعاب، وتفعيل دور الجهات التربوية والاجتماعية.
فعبر منصة إكس، كتبت حنان المصري: "لا يمكن اعتبار لعبة ببجي السبب المباشر للجريمة، كانت الشرارة التي كشفت هشاشة التربية وضعف مهارات الأطفال في إدارة الغضب".
وتابعت: "نحن أمام جيل يترك لأجهزته الذكية بلا توجيه، فيتعلم العنف لا الحوار".
أما أحمد كالو فغرد على المنصة ذاتها، قائلًا: "حالة مقلقة تتطلب تدخلًا علاجيًا لا عقابيًا فقط. أن يزهق طفل روحًا بسبب لعبة. يعني أنه علينا إعادة بناء منظومتنا القيمية في بيوتنا قبل أن نلوم التكنولوجيا أو الغرباء".
وتطرق أنس خانقان في منشور على المنصة ذاتها إلى أنه "من الخطير تسطيح الحادثة بوصفها لعبة قتلت طفلًا، دون الخوض في جذورها الاجتماعية والتربوية. هذا دور الإعلام الحقيقي".
ولعبة "ببجي" عبارة عن معارك متعددة يشارك فيها اللاعبون عبر الإنترنت، وفي كل مباراة يهبط مئة لاعب إلى خريطة مملوءة بالأدوات والأسلحة المختلفة، ومن ثم يقاتلون بعضهم البعض حتى يموت الجميع وينجو شخص واحد.