مفاوضات القاهرة تراوح مكانها وإسرائيل تستعدّ لاجتياح رفح

يستعد القادة الإسرائيليون لعمليات عسكرية في مدينة رفح ‏جنوب غزة التي نزح إليها غالبية سكان القطاع، بعد ستة ‏أشهر من الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس"، في وقت تراوح المفاوضات في القاهرة مكانها بغياب أي تقدّم ملموس.
 
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تم تحديد موعد لشن هجوم على مدينة رفح، لكنه لم يحدد هذا الموعد، وكرر أن "الانتصار على مقاتلي حماس يتطلب دخول رفح والقضاء على الكتائب الإرهابية هناك"، مؤكدا في مقطع مصور أن "الأمر سيحصل، تم تحديد موعد".  
 
 
عن المفاوضات
في المستجدّات، أفاد مسؤول في "حماس" لـ"رويترز" اليوم الإثنين بأنّه لم يتم إحراز تقدّم في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار بالقاهرة والتي تشارك فيها وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد وقت قصير من إعلان مصدرين مصريين عن إحراز تقدّم في جدول الأعمال.
 
وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ"رويترز": "ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة".

وأضاف "لا يوجد تقدّم حتّى اللحظة".
 
بدوره، أفاد مصدر قيادي في "حماس" لقناة "الجزيرة" القطرية بأن "الموقف الإسرائيلي ما زال يضع العراقيل أمام التوصّل إلى اتفاق".
 
وأضاف: "الرد الإسرائيلي الذي تسلّمناه لا يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار ولا انسحاباً من القطاع".
 
وذكر أن "عودة النازحين حسب الرد الإسرائيلي غير آمنة وتتم من معابر تحت سيطرة الاحتلال، كما أن ردّهم يشترط عودة النازحين إلى مخيمات إيواء وليس إلى مناطقهم وبيوتهم".

وذكرت قناة "القاهرة" الإخبارية التابعة للدولة في وقت سابق من اليوم الإثنين نقلاً عن مصدر مصري رفيع أنّه تم إحراز تقدّم بعد التوصّل إلى اتفاق بين الوفود المشاركة بشأن القضايا قيد المناقشة.

ويحاول الوسطاء المصريون والقطريون والأميركيون منذ ‏أسابيع التوصل إلى اتفاق على هدنة في الحرب الدائرة منذ ‏السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بين حركة "حماس" وإسرائيل ‏إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة ‏العبرية.‏
ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح أسرى محتجزين في ‏غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.‏

ونقلت القناة المصرية عن المصدر أنّ الوفدين الأميركي ‏والإسرائيلي سيغادران القاهرة خلال ساعات على أن تستمر ‏المشاورات خلال الـ48 ساعة المقبلة.‏

وبحسب المصدر نفسه فإنّ وفدي قطر وحماس غادرا ‏بدورهما القاهرة على أن يعودا إليها "خلال يومين للتوافق ‏على بنود الاتّفاق النهائي".‏

وعُقدت في الأشهر الأخيرة جولات مفاوضات عديدة عبر ‏الوسطاء الدوليين: مصر وقطر والولايات المتحدة، لكنّها لم ‏تثمر عن اتفاق حتى اليوم.‏

وتتبادل "حماس" وإسرائيل الاتهامات بعرقلة الجهود الرامية ‏للتوصل إلى اتفاق.‏
تصاعد الضغوط
وتصاعدت الضغوط الدولية على إسرائيل لوضع حد للحرب، ‏ودعت الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية لإسرائيل، إلى ‏هدنة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن وتكثيف إمدادات ‏المساعدات.‏

وسحبت إسرائيل الأحد قواتها من مدينة خان يونس الواقعة ‏أيضا جنوب القطاع.‏

غير أن وزير الدفاع يوآف غالانت قال إن القوات غادرت ‏خان يونس "استعدادا لمواصلة مهامها ... في منطقة رفح".‏

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال قبل ‏ساعات "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر".‏

وعلى الأرض، واصلت إسرائيل قصفها الإثنين لمنازل المواطنين وسط وجنوب قطاع غزة ما أدى إلى سقوط ضحايا، واستهدفت أيضاً مخيّم المغازي.
 
وأعلنت وزارة الصحّة في القطاع أن 33207 فلسطينيين قُتلوا وأصيب 75933 آخرون في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع.
 
وعاد عشرات النازحين الفلسطينيين من رفح ‏الأحد إلى خان يونس، مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي الذي ‏سبقته غارات على المدينتين، بحسب صور لوكالة "فرانس ‏برس".‏

سيرا على الأقدام أو بالسيارات أو على عربات تجرها ‏الحمير، أظهرت الصور رجالا ونساء يسيرون في مدينة ‏أصبحت حقلا من الخراب.‏

وقال محمد يونس (51 عاما)، وهو أب لستة أبناء من سكان بيت ‏لاهيا في شمال القطاع حيث الجوع ونقص الغذاء أكثر إلحاحا، ‏‏"ماذا أقول؟ الحيوانات تعيش أفضل منا".‏

وتابع "ماذا يريدون (الإسرائيليون) أكثر مما فعلوه؟ ستة ‏شهور، يعني نصف عام والقصف والتجويع مستمران. من لم ‏يمت بالقصف يموت من الجوع".‏