مين إلو قلب يرِشّ... أسعار العطور خياليّة!

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

ارتفاع الأسعار في لبنان لم يعُد أمرًا جديدًا على المواطن اللبناني، فلم يعُد يتفاجأ بالأسعار الجنونيّة، إلا أنّ أسعار العطور في لبنان ارتفعت إلى أرقامٍ لا يستوعبها العقل البشريّ، خاصةً تلك التي تعود الى علامات تجاريّة عالميّة.

ولأن الأزمة الاقتصاديّة لم تترك قطاعًا إلّا و"نسفته"، حلّقت أسعار العطور حتّى وصلت إلى أرقامٍ بعيدة من الواقع.

وبعدما كان العطر هدية يُمكن لأي شخص أن يقدّمها لمن يحبّ، أصبح اليوم هذا المُنتج هدية فاخرة يحلم كلّ شخص بأن يتلقّاها ولو كانت من "ماركة" مختلفة عن تلك التي كانت مفضّلة لديه.  

زجاجة العطر بمليون ليرة لبنانية!

في جولةٍ لـ "السياسة" على محال العطور في لبنان، يتبيّن أن سعر زجاجة العطر يبدأ من الـ 500000 ليرة لبنانية، وصولًا الى المليون وأكثر، حتى أن أسعار بعض العطور تخطّت حاجز المليونين! 

والسعر طبعًا يختلف من ماركة إلى أخرى، وأيضًا يختلف بحسب الحجم. 

"يا تَرى العطر اللّي بحبّو بعدِك بتحَطّيه؟"

لم يُخطئ الفنان وائل كفوري حين سأل في أغنيته الشهيرة: "يا ترى العطر اللّي بحبّو بعدِك بتحَطّيه"؟ لا عطر ولا مَن يحزنون، لأنه، أمام هذا الواقع تخلّى العديد من المواطنين عن شراء العطور على اعتبار أنّها سلع غير أساسيّة في هذا الزّمن الصّعب، مفضّلين الاعتماد على ما تبّقى من الزجاجات القديمة لديهم واستخدامها في المناسبات، و"الرش نقطة نقطة". 

الأسعار تتبدّل يوميًّا 

صاحب محل Helena Touch في جبيل رائد طربيه، لفت في حديثٍ لـ "السياسة"، إلى أنّ "الأسعار تتغيّر يوميًّا، وطبعًا ارتفعت كثيرًا، ففي بداية الأزمة كانت الأمور مقبولة وكنا نعمل على سعر صرف دولار يتراوح بين 8000 و10000 ليرة لبنانية، إلّا أنّ اليوم "الأمور فالتة" ويوميًّا نصطدم بسعرٍ جديد".

وأكّد طربيه أن "حركة السوق خفّت كثيرًا بنسبة 70% تقريبًا، لأن العطور كماليّة وليست أمورًا أساسية في حياة كلّ من الرجل والمرأة". 

الاتّكال على السوّاح والبضاعة المحليّة 

طربيه أشار الى أنهم "يعوّلون على السوّاح أو الأشخاص الذين يملكون الـ "فريش دولار"، الذين يحرّكون السوق ولو قليلًا".

وعلى الرغم من أنّ معظم البضاعة مستوردة وهذا ما يسبّب خسارة كبيرة للتجار، إلا أن للإنتاج المحلي حصة كبيرة في السوق. وهنا لفت طربيه الى أن "محلات Helena Touch لديها ماركة محليّة من العطور والزيوت وغيرها.. وسعرها يعتبر مقبولًا وهذا ما يساهم بتقوية الإنتاج المحليّ من جهة، ومساعدة المواطن على شراء العطور بسعرٍ مقبول من جهة أخرى".

وعليه، وصلت الأزمة باللبنانيين فعلًا الى الخط الأحمر، والصرخات تتوالى من ناحية التجار والمواطن.. فهل مَن يسمع؟