نكايات السلطة تابع...باسيل يضغط لاقالة لور سليمان والجراح يوافق ويبلغها عبر الحاجب!

تمعن السلطة في إجراءات أقل ما يقال فيها انها استفزازيّة وقمعية غير آبهة بما يحصل في الشارع .

ففي إجراء وقح وفي توقيت مشبوه، وبضغط من وزير الخارجية جبران باسيل، أقال وزير الاعلام جمال الجراح مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان وكلّف زياد حرفوش بدلا منها.

وأصدر الجراح قرارا يحمل الرقم 789/و، قضى بتكليف الزميل زياد حرفوش مهمات مدير "الوكالة الوطنية للاعلام".
ونصّ القرار على ما يلي:
"المادة الاولى: تلغى المادة الثانية من القرار رقم 567/2008 تاريخ 12/9/2008 المتعلقة بتكليف السيدة لور سليمان مهمات مدير الوكالة الوطنية للاعلام.
المادة الثانية: يكلف السيد زياد جان حرفوش مهمات مدير الوكالة الوطنية للاعلام ريثما يتم تعيين مدير أصيل وفقا للأصول.
المادة الثالثة: يعمل بهذا القرار فور صدوره".

مصادر "الحدث" لفتت الى ان باسيل ضغط لإقالة مديرة الوكالة الرسمية لتغطيتها أخبار التظاهرات.

وتشير المعلومات الى أن والد حرفوش كان في المؤسسة العسكرية وهو واحد من المقربين للرئيس ميشال عون في حينه، كما أن مستشار الرئيس الحالي رفيق شلالا على علاقة جيدة به ويعرفه ويثق بقدراته منذ كان الأخير مديرا للوكالة بين الأعوام 1983 - 1999.

وأكّدت المديرة العامة للوكالة الوطنية للإعلام المقالة لور سليمان أنها لم تتبلغ إقالتها من الوكالة الوطنية وفق الأصول المرعية، مضيفةً: "وزير الإعلام جمال الجراح أقالني برسالة وصلتني عبر موظف".

وتابعت في حديث لـ"الحدث": قرار إقالتي من الوكالة الوطنية سياسي بامتياز.

وشددت على أنه كان هناك محاولات من وزير الخارجية جبران باسيل لإقالتها من الوكالة الوطنية إلا أن وزير الإعلام السابق ملحم الرياشي تصدّى لها.

وأوضحت أنه تم إقالتها "من إدارة الوكالة الوطنية لنشرنا أخبار الثورة من دون المس بالأخلاقيات"، مضيفةً: "وزير الإعلام أقالني من الوكالة الوطنية برسالة وصلتني عبر الحاجب".

ولفتت إلى أن "زياد حرفوش الذي تمّ تعيينه مديراً للوكالة الوطنية مجرد محرر". وأشارت إلى "ألا نية لي بالاتصال بوزير الإعلام والسؤال عن قرار إقالتي".

وقالت عبر الجديد:" إذا كانت إقالتي هي عقابي لأنني نقلت صوت الناس، فأنا أفتخر بذلك".

وفي حديث آخر عبر mtv، قالت سليمان:"ما زلتُ أدرس خطواتي لأنّ قرار إقالتي غير قانوني نظراً لأنّه موقّع بتاريخ الخميس ولكنّه صدر اليوم" معربة عن أسفها لأن تتوقف الوكالة الوطنية عن تحديث الأخبار بعد التوقف عن نشر أخبار التظاهرات.

موظفون في الوكالة الوطنية للاعلام استغربوا في اتصال مع موقعنا بطريقة تبليغ سليمان خاصة انه يُشهد لها بالكفاءة وبالنقلة النوعية التي قامت بها الوكالة سائلين أهكذا يُكافأ الموظف الصالح؟

وزير الاعلام جمال الجراح أشار في المقابل الى "ان قرار تكليف حرفوش مديرية الوكالة متخذ منذ 9 تشرين الاول الحالي إثر مقابلة معه في مكتبه، وقد تشاور فيه وفقا للانظمة والاصول والقوانين مع المدير العام للوزارة، وصدر رسميا في 17 منه".

وإذ لفت الجراح الى "أننا في مرحلة خطرة"، اعتبر "أن الشعبوية توصل الى مجاهل تغرقنا وتغرق بلدنا، ويجب ان نأخذ العبر من الحرب الاهلية وما جرته علينا من ويلات، وهذا ما يفترض مراعاته في الاخبار التي تبثها الوكالة، باعتبارها عامل توحيد ومساحة وطنية مشتركة بين الجميع، يمكن ان تساعد في النمو والاقتصاد والتقدم والازدهار".

وشدد على "اعتماد الموضوعية وعدم اثارة الحساسيات والنعرات في ما بين اللبنانيين، حرصا على الاستقرار والسلم الاهلي".

وقال الصحافي مروان متني: "مع احترامي للسيد حرفوش الذي لا اعرفه، قرار الوزير الجرح إستبدال الزميلة لور سليمان من ادارة الوكالة الوطنية في هذا التوقيت مثير للريبة.. خصوصاً بعد نجاح سليمان في تطوير الوكالة وتحويلها من وكالة ناطقة باسم السلطة الى انجح وكالة انباء في المنطقة".

وفي حين وصف النائب السابق بطرس حرب اقالة سليمان بأنه تصفية حسابات سياسية وانتخابية، قال النائب بلال عبدالله:"نستغرب في هذه الظروف تغيير المسؤولة عن الوكالة الوطنية للإعلام، المشهود لها بالوطنية والموضوعية. كالعادة خطوة ناقصة خدمة للتسوية الانتحارية".