هل باتت عناصر "الحرس الثوري" بخطر داخل الأراضي السورية؟

يبدو أن الملف السوري يتخطّى الإنفتاح العربي على دمشق، والسوري على العرب. وهو أوسع من اقتصاد وتخفيف عقوبات، أو غضّ نظر عن أخرى، ليطال جوانب أمنية كبرى، ذات طابع دولي. 

إعادة دَمْج

فالمنظمة الدولية للشرطة الجنائية "إنتربول"، قرّرت إعادة دمج سوريا في نظامها لتبادل المعلومات، بعدما علّقت ذلك في عام 2012، في سياق العقوبات الدولية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

الخطوة تلك حصلت، رغم مخاوف كثيرة في شأنها، في صفوف المدافعين عن حقوق الإنسان، تتعلّق بإمكانية إعادة تفعيل أنشطة النّظام السوري، للقيام باعتقالات ذات دوافع سياسية، بعيدة من أي إطار يتعلّق بحقوق الإنسان، وحتى ولو من دون توفّر أسباب فعلية تدعو الى تنفيذها. 

ابتزاز؟

المُستغرَب في ما حصل، هو أنه كيف يُمكن القيام بتلك الخطوة، فيما النّظرة الرسمية لحكومات عدد من الدول الكبرى حول العالم، تجاه النّظام السوري، لا تزال ثابتة عند مستوى أنه يقوم بتأجيج عَدَم الإستقرار، والأزمة الإنسانية، والأخطار الإرهابية، وعرقَلَة الحلّ السياسي، وعمليّة إعادة الإعمار؟

بينما يذهب البعض الى ما هو أبعَد، على صعيد التحذير من أن تلك الخطوة، قد تشكّل الغطاء القانوني المناسِب لهذا النّظام، لملاحقة المعارضين السوريين الذين يعيشون في الخارج، بصلاحيات رسمية دولية واسعة، وعبر استخدام أسلوب المقايضة أو الابتزاز، في هذه المرّة أو تلك. 

شخصيات

كما يرى البعض أن تلك الخطوة، إذا نجحت مفاعيلها في مدى بعيد، قد تشكّل الخطوة الأولى على طريق إدخال سوريا ضمن المنظومة الأمنية الدولية، وفق قواعد جديدة، تخفّف السّطوة الأمنية الإيرانية تحديداً في الدّاخل السوري، وقد تمكّن من الوصول الدولي الى شخصيات أمنية واستخباراتية إيرانية، "تسرح وتمرح" في الدّاخل السوري، أيضاً. 

تعاون

وضع مصدر واسع الإطّلاع "قرار "إنتربول" بإعادة دمج سوريا في نظامها لتبادل المعلومات، ضمن إطار الإنفتاح الأمني الدولي على دمشق، بعد الإنفتاح الإقتصادي والسياسي العربي عليها مؤخّراً، ببصمات أميركية - دولية".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "نتائج هذا القرار يرتبط بمدى تعاون سوريا مع تلك المنظمة، والعكس صحيح. ولهذا المسار مفاعيله السياسية والإقتصادية والأمنية على دمشق، مستقبلاً". 

جمعيات خيرية

وأوضح المصدر أن "تلك الخطوة تساعد على التقرُّب الدولي من النظام السوري، بعد السّماح بتقارُب عربي - سوري، يمهّد الطريق لما هو أبعَد في وقت لاحق، إذا تمّ النّجاح في كلّ خطوة من هذا المسار".

وأضاف:"سوريا ستستفيد، و"إنتربول" أيضاً، انطلاقاً من القدرة على الحصول على مطلوبين من قِبَل المجتمع الدولي، يجعلون من سوريا مقرّاً لهم، وهُم من بلدان عدّة مثل إيران أو غيرها. فملاحقتهم ستُصبح أسهل، وبتعاون مشترك مع سوريا، يحمل في طيّاته الكثير من الإيجابيات على مستوى المتغيّرات في المنطقة عموماً. وبالتالي، قد تستفيد سوريا بالفعل، على صعيد الحصول على معارضين للنّظام في الخارج، ولكنّها ستكون مُجبَرَة في المقابل على التعاون في كلّ ما يتعلّق بمصير عناصر وشخصيات تنتمي الى الميليشيات الإيرانية، و"الحرس الثوري"، داخل الأراضي السورية".

وختم:"لا جمعيات خيرية في التعاطي بين الدول. وخطوة "إنتربول" هي "أولى"، على صعيد تطمين دمشق في السّير على طريق تخفيف علاقاتها بإيران".