هل تنتظر التسوية الرئاسية زيارة ماكرون إلى واشنطن؟

لا يظهر أفق للحل السياسي القريب في لبنان. يتدرج حزب الله في مواقفه التصعيدية، فبعد معادلة الأمين العام لحزب حسن نصرلله حول التوافق على رئيس موثوق من الحزب ولا يطعنه بظهره، برز موقف للنائب محمد رعد الذي قال أمس الأول: «نعرف من نريد ونتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد»، معتبراً أن «الشغور الرئاسي يصنعه عدم التفاهم على الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم، وعندما يحصل هذا التفاهم، يكون هناك رئيس». وهو موقف قد ينذر باستعداد حزب الله لرفع مستوى شروطه.

في المقابل، أشار البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى ضرورة التوافق على رئيس، وفي حال عدم إنجاز ذلك لا بدّ من الذهاب إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان.

جاء ذلك، فيما تجدد فرنسا اهتمامها بلبنان، إذ لا تترك فرصة دبلوماسية أو دولية إلا وتثير فيها الملف اللبناني، خصوصاً على صعيد اتصالات ولقاءات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ومن هنا، جاء الاتصال بين ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل أيام، وشدد خلاله الأول على ضرورة متابعة مسار المساعدات بالإضافة إلى البحث عن تسوية سياسية، في حين تؤكد المصادر الدبلوماسية ان لقاءات المسؤولين الفرنسيين والسعوديين المتابعين للملف اللبناني لم تتوقف، وهي مستمرة، وكان آخرها قبل فترة وجيزة في العاصمة الفرنسية. وخلال هذا الاجتماع الأخير كرر الفرنسيون مواقفهم حول ضرورة إنجاز التسوية مع إقناع السعودية بالانخراط أكثر، فيما السعوديون على موقفهم ذاته بأنه على اللبنانيين مساعدة أنفسهم حتى يتمكن الآخرون من مساعدتهم.

وتقول مصادر دبلوماسية، إن ماكرون سيطرح خلال زيارة الدولة التي يجريها مطلع الشهر المقبل الى الولايات المتحدة الملف اللبناني بتفاصيله أيضاً على الرئيس الأميركي جو بايدن، وسيسعى إلى تجديد التفويض الأميركي لباريس لمتابعة مسار ما تبقى من مبادرتها في لبنان، في حين يعتبر الفرنسيون أن نتائج انتخابات التجديد النصفي الأميركية التي عززت موقع الرئيس بايدن وحزبه الديمقراطي من شأنها أن تفعل التلاقي والتنسيق الأميركي - الفرنسي حيال ملفات المنطقة بما فيها لبنان، الذي يراد له أن يكون بنداً مساهماً في المساعي لإعادة تفعيل المفاوضات مع إيران.