وفاة مفاجئة بعد التّعافي من كورونا...واختصاصية تشرح: هناك مضاعفات يصعب التخلص منها

قبل أشهر من اليوم، ظهرت حول الإصابة بفيروس كورونا معطيات معينة بدت أنها حقائق وثوابت. في الواقع، شيئاً فشيئاً، ظهرت معطيات جديدة بدّلت النظرة إلى هذا الفيروس الذي لا يزال يحيط به الغموض حتى اليوم. 

ساد اعتقاد بأن التعافي من فيروس كورونا يتم بعد أسبوعين تقريباً من الإصابة، فتكون العودة إلى الحياة الطبيعية من دون تداعيات مهمة تُذكر. لكن ما يبدو واضحاً أن الواقع، للأسف، بعيد عن ذلك. فقد يفاجئ الفيروس المريض بعد تعافيه فتحصل الوفاة فجأةً في حالات معينة حتى بعد التعافي من الفيروس ولو أتت نتيجة فحص المريض سلبية. كما قد يعاني بعض ممن تعافوا من المرض مضاعفات بعيدة المدى لا يمكن الاستهانة بها أو إهمالها.

ما المضاعفات البعيدة المدى التي يمكن أن يتعرّض لها من يصاب بكورونا؟

ثمة نوعان من المضاعفات التي يمكن أن يتعرّض لها المصاب بكورونا حتى ما بعد تعافيه من الإصابة، بحسب الطبيبة الاختصاصية في الأمراض الجرثومية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية - مستشفى رزق الدكتورة رولا حصني سماحة.

فهناك المضاعفات القصيرة المدى التي يمكن التعرّض لها لتفرة معينة تراوح بين 6 أسابيع و3 أشهر فتزول تدريجاً عندها. ويشمل هذا النوع من المضاعفات تلك التي تصيب القدرات الفكرية والدماغ، ومنها أيضاً التليّف الرئوي وضيق النفس الذي يدوم بعد التعافي. هذا إضافةً إلى الأوجاع التي يشعر بها المريض من وقت إلى آخر في الجسم، وأيضاً التّعب والانحطاط العام في الجسم. أيضاً من المضاعفات القصيرة المدى تلك التي تصيب القلب لاعتبار أن الفيروس يسبّب تعباً في عضلة القلب، ما يؤثر سلباً عليه حتى ما بعد التعافي. كذلك بالنسبة إلى ارتفاع ضغط الدم الذي لوحظ أن ثمة مرضى يعانونه وإن لم يتعرضوا لهذه المشكلة سابقاً، فتظهر مع إصابتهم بالفيروس التاجي.

أما بالنسبة إلى المضاعفات الطويلة المدى فهي مصنّفة على هذا الأساس، لأنها تستمر للمدى البعيد وحتى ما بعد أشهر أو سنة من الإصابة بالفيروس، وفق ما تبيّن بحسب سماحة. ومن هذه المضاعفات التي قد تستمر للمدى البعيد التليّف الرئوي الذي لا يتحسّن مع مرور الوقت. كذلك تذكر سماحة الكسل في الكلى الذي يعتبر من المضاعفات البعيدة المدى التي يمكن أن يتعرّض لها مريض كورونا وتستمر طويلاً بعد تعافيه من المرض. كما يشعر بعض المرضى بعجز عن ممارسة أعمال يومية اعتادوا أن يمارسوها. ويُلاحظ تأثر قدرات فكرية معينة وتأثير على الدماغ. أما بالنسبة إلى الرئتين فتصبحان أكثر حساسية وعرضة للإصابة بأي التهاب بسهولة نتيجة الضرر الحاصل فيهما. 

أما الجلطات فقد تكون الأكثر خطورة، وهي ما يؤدي إلى وفاة المريض أحياناً فجأة. لكن في هذه الحالة، قد يكون أكثر عرضة للجلطات الأشخاص الذين يعانون مشكلات معينة في الشرايين كمرضى السكري مثلاً، ومن يعانون مشكلات كتخثر الدم أو من سبق أن تعرضوا لجلطات في القلب. علماً أن المريض يمكن أن يتعرض لذلك حتى أثناء المعالجة فجأة أو بعد التعافي من دون سابق إنذار. كما أن سبب هذا الموت المفاجئ قد يكون القلب، بحسب التصوّر الطبي. 

هل من علاجات يمكن الاعتماد عليها للحد من المخاطر الناتجة من هذه المضاعفات؟

لكل من المضاعفات علاج وفق ما توضحه سماحة. فإذا كان المريض عرضة للإصابة بجلطات، فمن الضروري وصف مسيّل خفيف للدم أو يوصف له العلاج المناسب حسب الحالة. أما في حال التعرض لارتفاع في ضغط الدم، ما يمكن أن يدوم للمدى البعيد، فإما أن يوصف دواء لضغط الدم أو تتم زيادة الجرعة المعتمدة أصلاً.

فيما يتعلّق بالتليّف قد تتحسّن الحالة خلال 6 أشهر تقريباً، لكن قد تدوم لأكثر من ذلك وقد تكون هناك حاجة إلى حفظ الأوكسيجين في المنزل فيعتمد بنسبة خفيفة عند الحاجة للمساعدة على التنفس.

هل يُعتبر أي مريض عرضة للمضاعفات البعيدة المدى وتداعياتها في أي وقت كان؟

صحيح أن ثمة حالات خُطفت فيها أرواح أشخاص فجأة حتى بعد تعافيهم من المرض. ويعاني مرضى المضاعفات البعيدة المدى من دون أن يكون ممكناً توقع ذلك، ما يحيّر أطباء العالم. وفق ما توضحه سماحة، قد يكون ممكناً التعرض لمضاعفات بعيدة المدى في حال عدم وجود مشكلات سابقة أو في حال عدم تطوّر الحالة أثناء فترة المرض، لكن في معظم الحالات يعتبر الخطر أكبر بكثير، كما يبدو واضحاً، في حال التعرض لمضاعفات أثناء فترة المرض وفي حال تطور الحالة أو في حال وجود مشكلات صحية سابقة. أما إذا كانت الحالة بسيطة فالخطر هو أقل بكثير.