المصدر: نداء الوطن
الكاتب: أبو زهير
الأربعاء 10 أيلول 2025 07:50:55
يملك "حزب الله" قدرة هائلة على حرف الأنظار وتغيير الوقائع، جاعلًا نفسه "ضحية دائمة" عند كل محطة سياسية أو موقف مُحرج: خرج من حرب الإسناد (يا سَنَدي) بريئًا معتدىً عليه، وخرج قبلها من حرب تموز مسكينًا مظلومًا يمسك غصن زيتون، وقبلها خرج من رحلة كشفية عنوانها "7 أيار" ثم سلسلة اغتيالات طالت خيرة رجالات لبنان، بينما اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان حادثة صدم!.
آخر إبداعات "الحزب" كان قبل أيام، وأتى على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" الحاج محمد رعد، الذي قال والحزن يعتصر قلبه (يي على قلبي)، إنّ الضغوط التي مورست على سعد الحريري (هكذا قال) هي "أكبر من الضغوط التي مورست على هذه الحكومة. 12 سنة تحمّل سعد الحريري الضغوط، لكن لم يقبل أن يُسفك دم في الداخل"، مؤكدًا أنّ الحريري "دفع ثمنًا أيضًا".
بهذين السطرين اختزل الحاج محمد حَقَبَة كاملة. طوى صفحة الاغتيالات، والفراغات الرئاسية الثلاثة، وسالفة "الأقوى في طائفته"، ثم بدعة "الثلث المعطل" واتفاق الدوحة... ولم يتذكر رعد إلاّ الحريري حينما حَقَنَ الدماء. لم يتذكره حينما خرج من المكتب البيضوي في واشنطن رئيس حكومة مستقيلة كرمى لعيون "الصهر".
ضحكت حينما سمعت تصريحه في تلك المقابلة، فرصدتني أم زهير أتقهقه وأضحك، وسألتني عن سبب ضحكي إلى هذا الحدّ الهستيري، فقلت لها: "تعي شوفي الحاج محمد رعد شو عم يحكي عن الحبيب ابن الحبيب الشيخ سعد".
فردت: "بالمنيح أو بالعاطل؟".
سردت لها ما قال، فقاطعتني قائلة: "هلق عم يحكينا الحاج محمد بالليسترين؟... يبلى عيونو".
تركتها، وأكملت مسيري نحو المقهى متمتمًا أغنية فضل شاكر الجديدة: "صحّاك الشوق من نومك".