إحجام الحزب عن استخدام ترسانته عرّاه: السلاح لنصرة فلسطين او الممانعين؟

‏ يواصل حزب الله تهديد اسرائيل متوعّدا اياها بما لا تتوقعه عسكريا. الاربعاء، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "نحن أهل المقاومة، خبِرنا الميدان وخصوصاً مع هذا العدوّ الذي حضّرنا له ما يلزَم"، مضيفا "الآن نمارس حقّنا في الدفاع عن وطننا ونقدّم التضحيات دفاعاً عن غزة وانتصاراً لأهلها ولقضيّتنا. إننا نتشرّف بأن نكون في مشروع الدفاع عن القدس ونفعل ما نفعله في الجبهة حيث يَقضي الواجب والتكليف الشرعي. نُقدِم حيث ينفع الإقدام ونخبو ونمكث حيث يجب المكث ونحضّر لعدوّنا ما يجعله يخشانا ويتردّد في أن يفتح حرباً على جبهتنا".

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، الكل، في الداخل والخارج، يعرف  حجم الترسانة العسكرية لحزب الله، ويعرف جيدا ان ما خزّنه من اسلحة وصواريخ على مر العقود الماضية، كفيل فعلا بإعادة اسرائيل الى العصر الحجري، وبتحقيق دمار بشري واقتصادي وبنوي فيها، لا يمكن تخيّله.

على اي حال، العروض العسكرية التي اقامها حزب الله في السنوات الماضية بالاضافة الى المعارض التي نظّمها في الجنوب وفي بعلبك، ومعها ايضا المناورات العسكرية والتدريبات التي أجراها وحرص على ان تكون علنية ومصوّرة بالفيديوهات، تثبت بما لا يرقى اليه شك ان الحزب فعلا كما قال رعد "حضّر ما يلزم" للعدو الاسرائيلي.

لكن السؤال ليس هنا، وفق المصادر.. بل هو : متى ستُستخدم هذه القوة كلّها؟ فرعد، كما كل مسؤولي الحزب، أعلنوا ويعلنون ان ما يفعلونه هو لنصرة غزة. كما ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال في خطابه الاول بعد 7 تشرين ان مسار الامور في القطاع، سيكون من العوامل التي تدفع الحزب الى توسيع نطاق مشاركته في الحرب. وقد قال نائبه الشيخ نعيم قاسم امس "هل ستحصل الحرب الآن أم لا فهذا مرتبط بالتطورات التي تحصل في غزة ومرتبط أيضاً بقرار إسرائيل أن تبادر في الحرب"... غير ان اهالي غزة يتعرضون اليوم لابادة ويُقتل اطفالهم في وحدات العناية في المستشفيات، كما انهم يتعرضون لتهجير كبير من الشمال الى جنوب القطاع.

كل ذلك لم يدفع الحزب حتى اللحظة الى تنفيذ تهديداته واستخدام ترسانته. "لسنا هنا من المحرّضين على الحرب ولا نحن من المتحمّسين لها بل على العكس، بما ان لبنان سيدفع ثمنها باهظا، وباهظا جدا"، تتابع المصادر، غير ان منطق حزب الله يفرض على اي محلل او مواطن، طرح هذه الاسئلة.

فهل فعلا سلاح الحزب هو لنصرة غزة والقضية الفلسطينية، ام هو لإلهاء الجيش الاسرائيلي على جبهته الشمالية فقط؟ وهل الصواريخ المكدسة هي فقط للتهديد بها ولاستخدام هالتها في السياسة الداخلية او في الساحات العربية دعما للانظمة المؤيدة لطهران؟ ان إحجام الحزب عن التحرك "الحقيقي" لنصرة غزة، عندما دقت ساعة نصرة فلسطين، عرى كل سرديته والمنطق الذي اعتنقه منذ عقود، تختم المصادر.