إذا لم يطبّق القرارات الدولية.. واشنطن ستطلق يد تل ابيب في لبنان!

علّق وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على حادثة “إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه ‏إسرائيل” امس، محذرا من أن بلاده “لن تسمح للأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في ‏لبنان بأن تصبح تهديدا أمنيا لإسرائيل”. وأضاف “المسؤول عن إطلاق النار الليلي هو الدولة ‏اللبنانية التي تسمح بتنفيذ الأعمال الإرهابية من أراضيها.. ستتصرف إسرائيل في وجه أي تهديد ‏لسيادتها ومواطنيها، وسترد وفقا لمصالحها في الزمان والمكان المناسبين”. وتابع “إنني أدعو ‏المجتمع الدولي إلى العمل على إعادة الاستقرار إلى لبنان”… ‏

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اشار عبر حسابه في “تويتر”، الى ‏‏”إطلاق صافرات الإنذار في منطقة الجليل الغربي بعد إطلاق صاروخين من جنوب لبنان تم ‏اعتراض أحدهما”. وأفاد أنّ “الصاروخ الثاني سقط في منطقة مفتوحة، ولا توجد أي تعليمات ‏خاصة للجبهة الداخلية حتى الساعة”. تزامناً، ردّت المدفعية الإسرائيلية بقصف مواقع في جنوب ‏لبنان، سُمع صداها في القرى الحدودية، فجر الثلثاء… في المقابل، اعلنت قيادة الجيش ان “وحدة ‏من الجيش عثرت في محيط منطقة القليلة على 3 مزاحف لإطلاق صواريخ نوع غراد 122 ملم ‏على أحدها صاروخ كان معدا للاطلاق تم تعطيله من قبل الوحدات المختصة”.‏

هذه التطورات لافتة للانتباه من حيث توقيتها، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة ‏لـ”المركزية”، اذ تبدو الجهات التي أطلقت الصواريخ، والتي لم تكشف عن نفسها، تريد ‏التحريض على فتح جبهة الجنوب، بين تل ابيب وبيروت. مَن المستفيد من تصعيد كهذا؟ لا ‏جواب واضح بعد، لكن الاكيد ان حزب الله لا يناسبه اليوم الدخول في اي مواجهة عسكرية، ‏بينما بيئته، تماما كما كل اللبنانيين، تعاني من ضائقة مادية واقتصادية ومعيشية خانقة. على ‏الارجح، هذه الجولة لن تستكمل وانتهت صباحا عند حد اطلاق الصواريخ اللقيطة والرد ‏الاسرائيلي عليها، الا ان اوساطا دبلوماسية لا تستبعد عبر “المركزية”، ان يستفيد الكيان العبري ‏من تكرار “استفزازات” كهذه لاطلاق عملية عسكرية واسعة ضد الحزب. فهي تكشف ان ادارة ‏الرئيس الاميركي جو بايدن ما عادت تمانع اطلاق يد تل ابيب في لبنان، اذا لم يلتزم الاخير في ‏المرحلة المقبلة، بتنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها الـ1701 والـ1559، لجهة حصرية السلاح ‏بيد الشرعية. فالتسويات التي يعمل عليها الديموقراطيون والمجتمع الدولي لأزمات المنطقة، تلحظ ‏من ضمن اولوياتها، إبعاد التهديد الايراني عن الكيان العبري، اي ان كل اذرع ايران العسكرية ‏المنتشرة في محيط الاراضي المحتلّة، مطلوبٌ إنهاؤها، وعلى رأسها حزب الله المنتشر في لبنان ‏وسوريا وقوات الحشد الشعبي والحرس الثوري الايراني، الموجودة في سوريا. واذا لم تقرر ‏الدولة اللبنانية التحرّك جديا لتحقيق ذلك، بما هو تطبيقٌ للقرارات الدولية، فإن واشنطن قد تقرر ‏اعطاء تل ابيب الضوء الاخضر، للتحرك بما تراه مناسبا، ضد الحزب.‏

في الانتظار، تشرح الاوساط ان بايدن سيعطي ايران فرصة للتجاوب والتعاون في مسألة أذرعها ‏والحزب، عبر القنوات “الدبلوماسية” في فيينا، عبر محاولة ترغيبها بأن ابداءها مرونة في هذا ‏الملف سيُقابل برفع للعقوبات الاقتصادية وبإفراج عن الاموال الايرانية المحتجزة في المصارف ‏بسبب العقوبات، غير ان الادارة الاميركية، في حال لمست تصلّبا من الجمهورية الاسلامية، ‏فإنها ستلجأ حتما الى الخيار “العسكري”، وستكون اسرائيل أداتَها التنفيذية.. فهل نشهد حربا ‏جديدة، تكون حاسمة هذه المرة، اذا أخفقت المحادثات في سويسرا؟