إنزال أعلام ايران في سوريا: بدايات "شكلية" توجب مراقبة عربية

غداة عودة دمشق الى جامعة الدول العربية، سجلت معطياتٌ ميدانية بارزة في الاراضي السورية. فقد بدأت الفصائل التابعة لإيران بإنزال العلم الإيراني ورايات بعض الجماعات كفاطميون وزينبيون من مواقع كثيرة تابعة لها داخل الأراضي السورية، بطلب مباشر من السلطات في دمشق، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تبين أنه جرى إنزال العلم الإيراني والرايات من مواقع في مدينة دير الزور ومدينتي الميادين والبوكمال بريف دير الزور الشرقي، بالإضافة لمدينة تدمر ومحيطها بريف حمص الشرقي، واستبدلت الرايات بالعلم السوري المعترف به دولياً.

واذ رأى المرصد أن هذه الخطوات تأتي في اطار تنفيذ سوريا للوعود التي قدمتها للدول العربية حول خروج الميليشيات التابعة لإيران من أراضيها مقابل عودتها إلى الجامعة العربية، تتبنى مصادر دبلوماسية عبر "المركزية"، القراءة عينها، وتقول ان المظاهر النافرة للوجود الايراني في سوريا، ستبدأ بالانحسار تدريجيا.

لكن، في رأيها، لا بد من متابعة هذا المسار ومن مراقبته عربيا. ذلك ان الرئيس السوري بشار الاسد، قد يُساير العرب في بداية الامر ويُعطيهم اشارات حسن نية، غير ان ذلك قد يتوقّف مع الوقت حتى ان قراراته قد تبقى محصورة بالقشور، من دون ان تصل الى النقاط والمراكز الجوهرية الاساسية الكبرى التي تتمركز فيها ايران في سوريا.

الاسد، الاب او الابن، لطالما اعتمدا سياسة المراوغة، ولم يتقيّدا يوما بوعود قطعاها للخارج، بل على العكس. انطلاقا من هنا، فإن إنزال الاعلام لا يكفي والمطلوب أكثر بكثير، بما ان العرب يريدون استعادة سوريا الى الحضن العربي، وإخراجها من تحت سطوة الجمهورية الاسلامية، عسكريا واستراتيجيا وسياسيا، وفعلا لا قولا.

فعلى وقع اعادة سوريا الى الجامعة، كانت صحيفة "واشنطن بوست"، تشير الى أن "إيران تعمل على تمكين الهجمات على القوات الأميركية في سوريا من خلال شحنات أسلحة سرية مخبأة ضمن المساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى المنطقة بعد الزلزال الكارثي الذي قتل عشرات الآلاف في وقت سابق من هذا العام، وفقًا لمخابرات أميركية سرية ومسؤول عسكري إسرائيلي مطلع". ولفتت الى أن "النتائج التي تم توضيحها في تسريب لأسرار أميركية تم تداولها على منصة الرسائل Discord وحصلت عليها صحيفة The Washington Post، تثير تساؤلات حادة حول قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على اعتراض أسلحة إيرانية المصدر تُستخدم بشكل روتيني لاستهداف أفراد أميركيين، القوات والمدنيين في الشرق الأوسط. الوثيقة السرية للغاية، التي لم يتم الكشف عنها من قبل، تأتي في سياق تقارير سابقة عن جهود إيران المزعومة لإخفاء المعدات العسكرية الدفاعية ضمن شحنات المساعدات إلى سوريا، بعد كارثة شباط التي دمرت ذلك البلد وتركيا المجاورة".

في عود على بدء، تعتبر المصادر ان ترك العيون مفتوحة على السلوك السوري الايران