البروفسور باسكال مونان: للانتفاضة وجه حضاري

تستضيف كابي لطيف البروفسور باسكال مونان مدير مرصد الوظيفة العامّة والحكم الرشيد في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، ومسؤول عن الماجستير في التواصل والتسويق السياسيّ في معهد العلوم السياسيّة في جامعة القدّيس يوسف. يتحدث باسكال مونان، الأستاذ الجامعي والباحث في شؤون الإعلام والعلاقات الدولية، عن الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في لبنان في 17 تشرين الأول.

انتفاضة الكرامة
عبّر البروفسور باسكال مونان عن نظرته الى هذه المشهدية قائلاً: "ما يجري في لبنان تاريخي وهذه الانتفاضة الشعبية لم يشهد لبنان لها مثيلاً منذ نشأته، ولم يعد هناك خط أحمر. لأول مرة نلاحظ أن هذا التحرك كان عابرا للطوائف وعبّر بصورة عفوية عن نبض الشارع ونبض الشباب والناس من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، بغض النظر عن اللون الطائفي أو السياسي. ويمكن أن تعتبر هذه الوقفة تاريخية في اللحظة والأسلوب. إنها انتفاضة الكرامة لأن اللبنانيين لم يعودوا قادرين على التحمل، فمنذ ثلاثين عاما يستمعون الى الوعود بدون نتيجة".

تجاوز الانقسامات الاجتماعية والطائفية
عن الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة والعفوية، قال البروفسور باسكال مونان: " لهذه الانتفاضة وجه حضاري، إذ ليس من الضروري أن يحصل تكسير وعنف خلال الانتفاضات، فجاء التعبير حضارياً. وللمرة الأولى أطلقت أكبر جامعتين في لبنان الأميركية وجامعة القديس يوسف نداء عن هذه الصحوة الوطنية ودعم الشباب والطلاب. الجيل الجديد هو قلب وروح هذه الانتفاضة ولا يفهم لماذا البلاد في هذا الوضع الكارثي. لذلك شاركت طبقات المجتمع كافة، بغض النظر عن الجنس أو الدين في نقطة التقاء واحدة، وتجاوز هذا الحراك الانقسامات الاجتماعية والطائفية".

دور اللبنانيين في العالم
توقف البروفسور باسكال مونان عند دور اللبنانيين في العالم، فقال: "في الماضي لم يكن الداخل والخارج على الموجة نفسها، أما اليوم فحدث ذلك. وفي كل عاصمة من دول العالم حيث الوجود اللبناني، كان هناك الدعم والتعبير عن الغضب لما يحدث في لبنان من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. الصوت الذي يصرخ في بيروت يحاول لبنانيو العالم أن يصلوا به الى الأماكن التي يعيشون فيها حيث الكثير منهم يتصدر مواقع المسؤولية. بعد اليوم لم يعد بإمكان السياسيين والمسؤولين في لبنان أن يتصرفوا بنفس الطريقة التي مارسوها قبل السابع عشر من تشرين. جيلنا فشل في إنقاذ لبنان، لكن الأجيال الجديدة ربما ستحقق هذا الهدف. هذه هي فرصتنا الأخيرة وأملنا، وقد تكون واحدة من آخر الفرص لبناء دولة جديرة بهذا الاسم ".