الصايغ عن مواقف "التيار" الأخيرة: هل يمكن البناء على هذه الخطوة أم إنها تأتي نتيجة موازين قوى ومتغيّرات آنية؟

أثارت تصريحات لكل من الرئيس اللبناني السابق ميشال عون والرئيس الفخري للتيار الوطني الحر، ميشال عون، ورئيس التيار جبران باسيل حول الموقف من حرب غزة، علامات استفهام حول حجم التصدع في العلاقة مع حليف التيار، ميليشيات حزب الله ومستقبلها.

وكان "التيار" و"الحزب" تجمعهما ورقة تفاهم وتعاون تُعرف باسم اتفاق مار ميخايل، التي وقعت، العام 2006، وجعلت العلاقة فيما بينهما تحالفًا.

لكن المخاطر من انزلاق لبنان إلى حرب شاملة على خليفة تطورات الأوضاع جنوب لبنان بعد دخول الميليشيات على خط الحرب مع غزة أبرزت تغييرًا في مواقف التيار الوطني الحر.

وكان عون قال في وقت سابق: " في لبنان لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع، ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسمًا من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن اتخاذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه".

وأضاف في مقابلة مع قناة "OTV" القول إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي، والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده".

وعقب تلك التصريحات، قال باسيل: "لسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين، وإننا لسنا مع وحدة الساحات أي ربط لبنان بجبهات أخرى، وتحديدًا ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة، مع فهمنا لدوافعها".

وأضاف: "لسنا مع استعمال لبنان منصّة هجمات على فلسطين. وباختصار لا نريد أخذ لبنان إلى الحرب إذا كان القرار في يد لبنان أو المقاومة فيها".

عضو كتلة الكتائب النيابية النائب الدكتور سليم الصايغ، اعتبر أن "هذا الموقف أتى في سياق محدد بعدما بينت إسرائيل أنها جدية بنيتها توسيع الحرب وبعد استنفاد كل المحاولات الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي للحرب في الجنوب، وفك الارتباط بين حرب غزة والحرب الدائرة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل".

وأضاف الصايغ: "نتيجة هذا السياق، سيحمّل التيار الوطني الحر والرئيس عون ووثيقة التفاهم وكل ما نتج عنها تبعات أي ضربة إسرائيلية على لبنان".

وذكر لـ"إرم نيوز": "نحن نعوّل على الوصول إلى أكبر التفاف لبناني ممكن حول موضوع سيادة لبنان"، وأشار إلى أن عون "تبنّى، أكثر من مرّة أبوة القرار 1559 الذي يدعو إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها، وبسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية. ومن ثم لأسباب مختلفة تغير هذا الموقف. "

وتساءل الصايغ: "هل الموقف، اليوم، القائل بدرء الخطر عن لبنان هو خطوة متقدمة، لا يمكن إلا أن نعتبرها إشارة واضحة، نتمنى على حزب الله أن يفهمها تمامًا، تعبر عن تغيير عميق في المزاج اللبناني والموقف السياسي لدى أغلب الأطراف، لا سيما المسيحيين، ضد ما يقوم به حزب الله في لبنان؟".

وتساءل أيضًا: "هل يمكن البناء على هذه الخطوة، أم إنها تأتي نتيجة موازين قوى أو نتيجة ظروف معينة أو متغيرات آنية؟" 

وقال: "لا نستطيع أن نجزم بهذا الأمر اليوم،  بل نتمنى أن يتقدم التيار الوطني أكثر لكي يقول بحسم لا أحد يحمي لبنان إلا الجيش اللبناني."

وأضاف: "نتمنى ان يكون هذا الموقف تأسيسيًا وليس موقفًا عابرًا، وما زال هناك مسار على التيار أن يسلكه، وأن يكون أكثر وضوحًا بخصوص تطبيق القرار 1701 بعدم وجود للمنظومة العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني".