النظام السوري يحشد لمعركة كبرى في إدلب

اشتدت وتيرة القصف الجوي السوري الروسي على أرياف محافظتَي إدلب وحماة، بينما تدفع قوات النظام بتعزيزات، تمهيداً لحملة عسكرية قد تؤدي إلى مواجهة واسعة مع المعارضة المسلحة في تلك المناطق المشمولة باتفاق لخفض التصعيد.

 وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الطائرات السورية والروسية شنت أكثر من مئة غارة، أمس، بالإضافة إلى إلقاء مروحيات النظام عشرات البراميل المتفجرة على بلدات وقرى عدة في أرياف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي وحلب الغربي، مما تسبّب في مقتل تسعة مدنيين.

 ووفق الدفاع المدني السوري، ارتفعت حصيلة الضحايا منذ صباح الجمعة إلى 22 قتيلا، بينما قاربت السبعين قتيلا منذ انطلاق الحملة الجوية الحالية قبل خمسة أيام.

 كما استهدفت قوات النظام السوري نقطة المراقبة التركية في «شير مغار» بريف حماة الغربي، وذكرت وزارة الدفاع التركية أن القصف أسفر عن إصابة جنديين تركيين.

وعقب القصف، دخلت ثلاث مروحيات تركية مقاتلة الأجواء السورية باتجاه نقطة المراقبة المستهدفة، وهبطت إحداها داخل النقطة لنقل جرحى باتجاه الأراضي التركية.

140 ألف نازح

ويستهدف القصف مناطق يشملها اتفاق روسي – تركي تمّ التوصل إليه العام الماضي، نصّ على إقامة «منطقة منزوعة السلاح»، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه، ويتعرض منذ فبراير لانتهاكات متصاعدة. وجنّب الاتفاق الروسي – التركي إدلب، التي تؤوي ومناطق من المحافظات المجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة، حملة عسكرية واسعة لطالما لوّحت دمشق بشنّها.

وأحصت الأمم المتحدة نزوح نحو 140 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمناً منذ تصعيد القصف على المنطقة بدءاً من فبراير.

تعزيزات كبيرة

 وبالتوازي مع القصف الجوي والمدفعي على منطقة خفض التصعيد الرابعة، التي تشمل أجزاء من إدلب وحلب وحماة واللاذقية، واصلت قوات النظام إرسال تعزيزات إلى الجبهات، تمهيدا لعملية عسكرية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قائد ميداني في قوات النظام أن التعزيزات التي أرسلت من درعا إلى الجبهات بأرياف إدلب الجنوبي حماة الشمالي، وريف دمشق، وحمص، هي الكبرى، وضمت آلاف الجنود ودبابات وآليات.

ووفق المصدر نفسه، فإن العمليات العسكرية البرية ستكون على محاور بلدات اللطامنة وكفرزيتا ومورك وكفرنبودة في ريف حماة الشمالي، وستكون ضمن موجات محددة.

والمبرر الرسمي المعلن لهذه العمليات هو الرد على هجمات نفذتها المعارضة المسلحة – ومنها هيئة تحرير الشام – على مواقع للقوات النظامية خلال الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل نحو عشرين من الجنود والمسلحين الموالين للنظام.

بدوره، قال قائد عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة للمعارضة إن فصائل المعارضة دفعت بآلاف المقاتلين إلى الجبهات في ريفَي إدلب وحماة.

وأشار إلى أن العملية التي يعد لها النظام تأتي بعد ساعات من بدء المعارضة عملية في ريف حلب الشمالي، انتزعت خلالها من الوحدات الكردية قريتَي المالكية ومرعناز قرب مدينة إعزاز.

وتحدث القائد العسكري عن احتمال حدوث تفاهم تركي – روسي يسمح لقوات النظام بالسيطرة على مناطق في ريفي إدلب وحماة، مقابل إطلاق يد الجيش التركي في ريف حلب، كما تحدث عن سحب القوات التركية نقاط مراقبة لها في ريف حماة الشمالي الغربي.

النظام يتحدث عن تحضيرات لهجوم "إرهابي"

في المقابل نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري أن "التنظيمات الإرهابية المنتشرة في محافظة إدلب وما حولها تحضر لتنفيذ اعتداءات على المناطق الآمنة ومواقع الجيش بريفي حماة واللاذقية تنفيذا لأجندات مشغليها في الخارج".

وذكر المصدر أن “المجاميع الإرهابية المسلحة المنتشرة في إدلب وما حولها تسعى لنقل المزيد من الأسلحة والزج بأعداد كبيرة من الارهابيين لبدء هجومها على اتجاهي حماة واللاذقية”.

وأضاف إن "هذه المجاميع الإرهابية استقدمت تعزيزات كبيرة من الإرهابيين إلى منطقة مورك بريف حماة الشمالي لاستهداف مواقع الجيش العربي السوري والسكان المدنيين في المناطق المجاورة تنفيذاً لأجندات خارجية تستهدف أمن السوريين جميعاً".
وأكد المصدر أن “جميع تحركات الإرهابيين مرصودة وتتم متابعتها لحظة بلحظة"، مشيراً إلى أن ما يقوم به الإرهابيون منذ أيام “يؤكد أنهم بصدد تصعيد أعمالهم العدوانية التي ستكون بداية نهايتهم الحتمية والقريبة”.