جبران تويني... يا لخَجَلِنا من الذكرى!

لا نعرف أي شعور ينتابنا كلما دارت الأيام عاماً كاملاً، وعادت إلى ذكرى استشهادك جبران تويني، كما إلى أي ذكرى لواحدٍ من رفاقك...

صراحةً، نتمنى لو يتوقف الزمن عن الدوران فيُعفينا من المواجهة مع الحقيقة.

 

17 مرَّة، عادت أوراق الروزنامة إلى 12 كانون،

و17 مرَّة خِفنا، حتى بالحلم، من النظر إلى عينيك البريئتين، فنُسأَل:

ترى، ماذا فعلتُم بالوطن؟ ماذا صنعتُم بالقسَم؟

نخشى أن تسألنا يا جبران: أين صار الرفاق؟ أين صارت الساحة؟ أين صار الوطن كله… وأين أهلُنا جميعاً؟

 

نخشى يا جبران أن نخبرك عن رفاقِ الساحة فتحزنُ نفسُكَ حتى الموت!

نخشى أن نخبرك عن رفاقٍ استشهدوا، ورفاقٍ خافوا، ورفاقٍ تعبوا فألقوا الشلحة الحمراء وارتاحوا، ورفاقٍ فتّشوا عن الأرباح فوجدوها، ورفاقٍ لبِسوا الصبر فوق الشلحةِ لعلَّه يعود ويدفئهم ذات يوم…

 

عذراً جبران تويني،

 

تأخَّرنا كثيراً، وتلكأنا كثيراً عن حمل الأمانة... بأمانٍ وأمانة،

مع أننا «شعب عظيم»، كما تُسمّينا في القَسَم.

 

فيا لِخجَلنا منك يا جبران، ومِن شهادتِك، ومِن الذكرى!

 

•••

 

ترى، لو قُيِّض لك أن ترجع إلى الساحة يا جبران، ماذا ستقول؟

 

ترى ماذا ستفعل إذ تكتشف أننا شعبٌ يستهلك الشهادة ويمسح الشهداء وينبذ عصافير الحرية؟

هل ستخيب مع الخائبين؟

نخشى يا جبران، أنك ستفضّل العودة إلى التراب…

هذا التراب الأكثر دفئاً والأقوى صدقاً والأرقى وفاء.

فنَمْ يا جبران تويني، نَمْ الآن بسلام.

لعلّ القَسَم النابض أبداً يجد ساحته الضائعة ذات يوم…