المصدر: وكالة أخبار اليوم
الثلاثاء 3 آذار 2020 16:58:09
ماذا يعني أن تكون قارة كاملة تحت خطر الإصابة بوباء مميت؟ وماذا يعني أن تقوم دولة بتهديد قارة كاملة، وفي شكل علني، بالوصول الى تلك الحالة؟ وما هي تداعيات ذلك على هذه الدولة المُهدِّدَة للقارة، وعلى القارة، وما يُحيط بهما عموماً؟
إننا نتحدّث عن تركيا التي تحشّد عدداً هائلاً من اللّاجئين على الحدود الأوروبية، في شكل مقصود، ورغبة بانتزاع دعم أوروبي أبعد، في ما يختصّ بالمعارك التي يخوضها الجيش التركي في سوريا، ضدّ الجيش السوري. وهذا التحشيد يتجاهل عمداً أمر واقع أن سوريا مليئة بحالات المصابين ومُحتضني فيروس "كورونا"، رغم التعتيم الإعلامي على ذلك.
اجتياح خطير!
وبعيداً من السياسة، والأمن، والإستخبارات، والإقتصاد... نجد أن أوروبا، أي قارة كاملة، باتت مهدّدة باجتياح خطير، سيكون الشرق الأوسط بشقَّيْه الآسيوي الغربي، والشمال أفريقي، قبل القارة الأميركية أو الآسيوية (بشقّها الشرقي) وأستراليا... من ضمن خطره الكامل، وهو ما يعني إمكانية التوجّه نحو "إبادة جماعية" غير حربية، للأوروبيّين والآسيويّين الغربيّين والشمال أفريقيّين، وحتى للروس، نظراً الى أن أي وباء يطال أوروبا، لن يجعل ما حولها بمأمن منه، حتى وإن بدا للبعض أن ذلك يُمكنه أن يحصل على طريقة "مثل الشعرة من العجينة".
ويزداد الأمر خطورة وصعوبة على ضوء أنه إذا كان البعض يظنّ أن الطقس الربيعي الدافىء سيقلّص حالات الإصابة بالفيروس، عالمياً، إلا أن طقس أوروبا عموماً، ولا سيّما كلّما اتّجهنا الى وسط وشرق وغرب القارة، يظلّ بارداً معظم أيام السّنة، وحتى في عزّ أيام الصيف.
"كأس أوروبا"...
في هذا الإطار، نذكر أن رئيس "الإتحاد الدولي لكرة القدم" (فيفا) جياني إنفانتينو، أشار أمس الى احتمال إلغاء النسخة 16 من "كأس أوروبا" عام 2020، الذي من المفترض أن يُقام في فترة ما بين 12 حزيران و12 تموز 2020، بسبب "كورونا".
هنا، نذكر أيضاً أن روسيا التي أجادت التعاطي مع مسألة عدم تدفّق الفيروس الى أراضيها، منذ الأيام الأولى لظهوره، قد لا تكون بمنأى عنه بالكامل، لا سيّما أن عدداً لا بأس به من ضباطها وجنودها يخدمون في سوريا، ويحتكّون مع ضباط وعناصر في الجيش السوري. ورغم الإحتياطات الكاملة، إلا أن لا شيء يبقى مضموناً 100 في المئة، نظراً الى أن الجنود الروس يتنقّلون في الأحياء السورية، ويتبضّعون من متاجرها. ومحصّلة ذلك، أن روسيا تبقى أيضاً في دائرة الخطر.
تضحيات؟!
رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور ميشال موسى أن "هذا الموضوع يرتبط باستعمال النازحين كعامل من عوامل اللّعب السياسي. وهذا أمر خطير، تحظّره كل القوانين والأعراف الدولية. فاللّاجئون ليسوا أداة تُستعمَل لأهداف سياسية واقتصادية للدول، والإتفاقيات الدولية تحكم هذا الأمر، وهذا لا يجوز".
وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "منطقة الشرق الأوسط عموماً، تُعاني من فيروس "كورونا" حالياً. والجماعات الكبيرة التي يُمكنها أن تتدفّق الى أوروبا، في ظلّ الظروف الصعبة التي تعيشها، كلّ ذلك قد يشكل مادة لزيادة الأمراض والفيروسات".
ولفت الى أن "كل التدابير الآيلة الى التخفيف من حدّة انتشار "كورونا"، يجب أن تُتَّخذ، وذلك مهما كانت التضحيات. ومن هنا، تأجيل أو إلغاء بطولات رياضية، أو غيرها من الأمور، تبقى كلّها ثانوية مقابل حماية الدول والأفراد والمجتمعات من الأمراض، على مختلف أنواعها".
على الجميع...
ورداً على سؤال حول مدى ارتداد فيروس "كورونا" على منطقتنا أيضاً، إذا تفشّى في أوروبا على نطاق واسع، أجاب موسى:"نحن نعيش ضمن عالم لا حدود مقفلة فيه بين البلدان. فضلاً عن أن وسائل النّقل، ولا سيّما الطائرات، باتت تُستعمل في شكل كبير ومشترَك بين كل الناس ومن مختلف الجنسيات".
وأضاف:"هذا يعني أن المخاطر ستكون على الجميع. كما أن الظروف المناخية تتبدّل على امتداد الكرة الأرضية، ومن ينعمون بالطقس الحار اليوم، سيأتيهم فصل الشتاء والبرد بعد مدّة، وهو ما يعني أن كل دول الأرض مترابطة ببعضها البعض، بنسبة أو بأخرى".
وختم:"الأمور لا تخضع لـ "التشاطُر"، ولا للّعب بمصير الناس، بل يتوجّب القيام بجهود حثيثة ومشتركة بين جميع البلدان، مع وضع كل الإمكانات العلمية والمادية في خدمة الجميع، ومن أجل مواجهة "كورونا"، وعدم توظيف تلك الملفات لصالح أهداف سياسية أو عسكرية".