معارضة مسيحية لجلسة الحكومة والتباين بين باسيل وحزب الله يتّسع

كتب منير الربيع في الجريدة الكويتية: لم تنل جلسة حكومة تصريف الأعمال التي دعا إليها رئيسها نجيب ميقاتي الغطاء المسيحي اللازم، فالبطريرك الماروني بشارة الراعي انتقد الدعوة إلى عقد الجلسة، واصفاً الحكومة بأنها لتصريف أعمال المواطنين، لا لوضع جداول أعمال للأحزاب السياسية. موقف الراعي يتطابق مع موقف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ في رفع شعار أن الأولوية الآن هي لانتخاب رئيس للجمهورية لا لعقد جلسات وزارية، ولا حتى لعقد جلسات تشريعية من قبل مجلس النواب.

وهنا يتجدد الانقسام الذي يتخذ طابعاً إسلامياً - مسيحياً، لكنّ أبعاده سياسية، فيما يعتبر ميقاتي أن الميثاقية مؤمّنة من خلال مشاركة 3 وزراء مسيحيين؛ هم وزيرا تيار المردة ووزير عن حزب الطاشناق الأرمني.

الانقسام القائم على خلفية الدعوة إلى جلسة الحكومة له طابع سياسي مرتبط باستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً أن الجلسة ستعقد بحضور وزراء حزب الله وحركة أمل، وهذا يُظهر التكامل بين الطرفين في مواجهة «تعطيل» رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهنا رسالة أساسية مزدوجة موجهة إلى باسيل، بألّا يراهن على الاختلاف بين مكونَي الثنائي الشيعي، وأن يراجع حساباته الرئاسية، ويبدأ التفكير في شروط موافقته على دعم فرنجية.

وتقول مصادر متابعة إن كل المحاولات التي بذلها حزب الله لإقناع باسيل باتخاذ موقف موحد مع الحلفاء في «قوى الثامن من آذار» (سابقاً) لم تصل إلى نتيجة، فاختار الحزب أن يتماهى أكثر من حركة أمل والرئيس ميقاتي في عقد جلسة الحكومة للضغط على باسيل، خصوصاً أن بري أيضاً يريد إيصال رسالة قاسية إلى الأخير بأنه لم يعد بإمكانه تعطيل عمل كل المؤسسات في البلاد، وخاصة الحكومة ومجلس النواب نزولاً عند رغباته ومصالحه، ولذلك هناك إصرار على عقد جلسة حكومية، وأخرى تشريعية للمجلس النيابي.

وفق هذه المعادلة، فإنّ أكثر المستفيدين هو ميقاتي الذي يعمل على إعادة تفعيل عمل حكومته من جهة، وثانياً أن يتحول إلى جزء أساسي من «الترويكا» التي هناك مساعٍ لإعادة إحيائها، خاصة أن ميقاتي كان قد أعلن مسبقاً أنه يدعم وصول فرنجية لرئاسة الجمهورية، ويتمنى ذلك في محاولة منه لحفظ موقع في أي تسوية قد تتبلور لاحقاً.

 ومن غير المعروف بعد كيف سيتعاطى باسيل مع هذا التطور سياسياً ورئاسياً، لا سيما أنه سيجد نفسه مُحرجاً أكثر فأكثر، أولاً بسبب تعطيل الاستحقاق، وثانياً بسبب عدم قدرته على تحقيق رغباته، مما سيفرض عليه البحث عن اتخاذ خطوة جديدة تتعلق بالبحث عن تسوية معيّنة تكون في حدها الأدنى مُرضية له، لا سيما أنه سيجد من الصعب التراجع عن رفض دعم فرنجية، لأن ذلك ستكون له انعكاسات سلبية سياسية وشعبية عليه.